responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قصة الأدب في الحجاز نویسنده : عبد الله عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 148
فلما قال لهم ذلك خافوا قيصر وأخذ بقلوبهم ما ذكر من متجرهم، فاجتمعوا على أن يعقدوا على رأسه التاج عشية وفارقوه على ذلك. فلما طافوا عشية بعث الله عليه ابن عمه أبا زمعة الأسود بن عبد المطلب بن أسد, فصاح على الجمع وكانت قريش في الطواف وقال: عباد الله, ملك بتهامة؟! قالوا: "صدقت, واللات والعزى ما كان بتهامة ملك قط! " فانتفضت قريش عما كانت قالت له، ولحق بقيصر يعلمه". وفي رواية أخرى: قال الأسود بن عبد المطلب: "إن قريشا لقاح لا تملك" وكانت نهاية عثمان أن سُمَّ، ومات بالشام مسموما[1].
الحكومة المكية:
ويجدر بنا أن نلاحظ أن بعض المدن والقرى، ولا سيما العربية الغربية مثل مكة، لم يكن عليها ملك كما أسلفنا، إنما يحكمها عدة رجال, قسمت الأعمال بينهم، ولا يلقب زعيمهم والمتقلد فيهم بلقب ملك. و"للملأ" وهم أصحاب الحل والعقد في البلد، الحكم في الناس على وفق العادات والأعراف والقوانين الموروثة, ويكون لهم في البلد مجتمع خاص يكون ناديهم ومقرهم, وناديهم ومقرهم ودار حكمهم عرف بـ"دار الندوة" بمكة وبـ"المزوِّد" عند أهل اليمن. ويمكن أن نقول: إنه مجلس تلك الزمرة، وبرلمان ذلك العهد, ويرى بعض الباحثين أن طريقة الحكم في أمثال هذه المدن هو ما يقال له بـ"حكومات المدن" عند المؤرخين الغربيين[2], وقد نظر بعض المؤرخين إلى مكة من زاوية خاصة وهي اشتهار أهلها بالتجارة وأطلقوا عليها اسم "الجمهورية التجارية"، تلك الجمهورية التي شبهها "لامنس" بجمهوريتي البندقية وقرطاجنة؛ لسيطرة الماليين من أرباب التجارة وأصحاب رءوس الأموال[3] كما وصفها "در منجهم" بأنها جمهورية بلوتقراطية،

[1] شفاء الغرام بأخبار بلد الله الحرام, لتقي الدين الفاسي ج2 ص182, 183, مخطوط رقم 28314.
[2] تاريخ العرب قبل الإسلام ج4 ص22-230.
[3] مجلة الشرق سنة 1936 ص539، وأسواق العرب ص91، 92.
نام کتاب : قصة الأدب في الحجاز نویسنده : عبد الله عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست