responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قصة الأدب في الحجاز نویسنده : عبد الله عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 211
ويفهم مما ورد في بعض المصادر, أنه لم يستقسم عنده أحد بعد امرئ القيس، ولكن جاء في حديث جرير بن عبد الله البجلي أنه لما قدم اليمن كان بذي الخلصة رجل يستقسم بالأزلام، وحديث الباب يدل على أنهم استمروا على ذلك حتى نهاهم الإسلام "فتح الباري: غزوة ذي الخلصة" وبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جرير بن عبد الله البجلي لهدم ذي الخلصة، فما أطال الغيبة حتى رجع، فقال رسول الله: "هدمته؟ " قال: نعم والذي بعثك بالحق، وأخذت ما عليه وأحرقته بالنار, فتركته كيما يسوء من يهوى هواه, وما صدنا عنه أحد[1].
ثم لما تعاقبت العصور، وأصاب الناس موجة من الاضطراب، وساد الفقر في بعض الجهات، شعرت بعض النفوس بحاجتها إلى ملجأ تفزع إليه, فانقلبت -بدافع من الجهل- إلى التمسك بالبدع والخرافات، وعادات إلى التمسح بالأحجار والأشجار، ورجعت دوس ومن جاراها من القبائل إلى ذي الخلصة تتمسح به وتهدي له وتنحر عنده. إلا أن موجة من الإصلاح كانت قد ارتفعت تناهض هذه الضلالات والخزعبلات، فهدمت ذو الخلصة زمن عبد العزيز بن محمد بن سعود، كما يروي ابن بشر في كتابه عن تاريخ نجد[2]، ويبدو أن هذا الهدم لم يكن شاملا؛ إذ ظلت بعض جدرانه شاخصة حتى سنة 1344هـ, حيث حطمت الحملة التي بعثها عبد العزيز آل سعود بقايا ذلك الوثن، ورمت بأنقاضه إلى الوادي, فعفى بعد ذلك رسمه وانقطع أثره، كما أحرقت الحملة كذلك شجرة العبلاء التي كانت تصاقب ذا الخلصة.
وقد كان بنيان ذي الخلصة ضخما، بحيث كان لا يقوى على زحزحة الحجر الواحد منه أقل من أربعين شخصا[3].
2- وثانيهما: الصنم الذي كان بأسفل مكة، في الرواية التي ذكرها الأزرقي ونقلها عنه المؤرخون، وكان يسمى "الخلصة", وكانوا يلبسونه القلائد،

[1] الطبقات الكبير جـ1 ق3 ص77، 87, وراجع هدمه في البخاري جـ5 ص208.
[2] عنوان المجد جـ1 ص180.
[3] أخبار مكة 1/ 263.
نام کتاب : قصة الأدب في الحجاز نویسنده : عبد الله عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست