responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قصة الأدب في الحجاز نویسنده : عبد الله عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 216
2- ومظاهر الحياة العقلية لعرب الحجاز في هذا العصر الجاهلي تتجلى لنا في أشعارهم وأمثالهم وقصصهم التي شهروا بها في العهد البعيد، وبعبارة أوضح: تتجلى في بلاغاتهم التي هي مستمدة من منابع الوجدان والشعور والعاطفة، وهذه البلاغات تحمل طابعا واضحا من التفكير في شئون الحياة والإحساس والوجدان، وكانت هذه البلاغات هي شهرة العرب في العصر الجاهلي ولا سيما عرب الحجاز الذين صفت لغتهم، ورقّ وجدانهم، وأرهفت أذواقهم، وذاعت فصاحتهم, وسمت أساليبهم، حتى كانت لغتهم هي اللغة المختارة التي نزل بها الذكر الحكيم, الذي يعتبر إعجاز البلاغة العربية وتاجها. كما تتضح مظاهر حياتهم العقلية في معارفهم وثقافتهم العامة التي تتحدث عنها مصادر الثقافة العربية القديمة.
ولعرب الحجاز ثقافات وتجارب في الحياة، وأهم هذه المعارف هي:
1- الأخبار: ليس غريبا أن يكون العرب رواة حفاظا؛ لأنهم كانوا أميين يعتمدون على حافظتهم، وكانوا -إلى ذلك- قليلي الأعمال، يحبون السمر والحديث، فرووا أخبارا كثيرة اعتمد عليها المؤرخون في عصر التدوين، ولم يقتصروا فيما رووه على أخبار العرب, بل رووا الكثير من أخبار الأمم المجاورة لهم. فمن سكن مكة أحاط بأخبار العرب العاربة وأخبار أهل الكتاب والأمم التي كانت قريش تتجر معها. ومن سكن الحيرة، خبر بأخبار العجم؛ لمجاورته لهم، وأخبار حمير. ومن سكن الشام خبر بأخبار الروم واليونان. ومن سكن البحرين وعمان، خبر بأخبار السند وفارس. ومن سكن اليمن أخبر بأخبار أمم كثيرة. وكان النضر بن الحارث يروي أخبار الفرس والأكاسرة ويعارض بذلك ما يتلوه النبي -صلى الله عليه وسلم- من القرآن[1].

[1] يروى أن النضر كان من شياطين قريش، وكان قدم الحيرة وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس ورستم وإسفنديار، فكان إذا جلس رسول الله مجلسا فذكر بالله، خلفه في مجلسه إذا قام, وقال: إنا والله يا معشر قريش أحسن حديثا منه، فهلم إليَّ أحدثكم أحسن من حديثه، ثم يحدثهم عن ملوك فارس وغيرهم، ثم يقول: بماذا محمد أحسن حديثا مني؟ ابن هشام 1: جـ190 من الروض الأنف.
نام کتاب : قصة الأدب في الحجاز نویسنده : عبد الله عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست