responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قصة الأدب في الحجاز نویسنده : عبد الله عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 520
وإذا وصفوا الشعر فتنوا بسواده وغزارته، والنابغة يشبهه فوق ذلك بعناقيد العنب الثقيلة:
وبفاحم رجل أثيث نبته ... كالكرم مال مع الدعام المسند1
وإذا وصفوا الساق شبهوه في التفافه واندماجه بالبردي، وقد وصفه بذلك شاعران واتفقا في التعبير. قال قيس بن الخطيم:
تخطو على ديتين غذاهما ... غدق بساحة حائر يعبوب2
وقال المزرد بن ضرار:
وتخطو على ديتين غذاهما ... نمير المياه والعيون الغلاغل3
ولصوت الحبيبة على الشاعر الحجازي تأثير كبير؛ ولهذا فإن قيس بن الخطيم لا يمل حديثها ويفزع إذا سكنت؛ لأن حديثها عذب شهي لا ينبغي أن ينقطع:
ولا يغث الحديث ما نطقت ... وهو بفيها ذو لذة طرف
تخزنه وهو مشتهى حسن ... وهو إذا ما تكلمت أنف4
ومما يفتن الشاعر الحجازي ويخلب لبه ابتسامة الحبيبة, فالنابغة يرى في ضحكتها قوة فعالة ستنزل العصم من الجبال والغيث من المزن:
وإن ضحكت للعصم ظلت دوانيا ... إليها وإن تبتسم إلى المزن يبرق5
والشاعر الحجازي تعجبه المرأة العفيفة التي تضنّ بوصلها, وتحافظ على شرف أسرتها وسمعة أقاربها، فقيس بن الحدادية يشهد الله أن نعمى حبيبته ضلت بوصله, على أنهما تجاورا شهورا عديدة:
أجدك أن نعم نأت أنت جازع ... قد اقتربت لو أن ذلك نافع
قد اقتربت لو أن في قرب دارها ... نوالا ولكن كل من ضن مانع
وقد جاورتنا في شهور كثيرة ... فما نولت والله راءٍ وسامع6
والمرأة العفيفة حيية, وهذا الحياء يعجب الشاعر الحجازي، فهو يريد المرأة

1 ديوان النابغة 31.
2 ديوانه.
3 المفضليات 1/ 92.
4 ديوانه 17.
5 ديوان النابغة 29.
6 الأغاني 13/ 6.
نام کتاب : قصة الأدب في الحجاز نویسنده : عبد الله عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 520
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست