responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور نویسنده : الرقيق القيرواني    جلد : 1  صفحه : 111
فأمَّا تميم، تميم بن مُرٍّ ... فألفاهمُ القومُ رَوْبي نياما
وأما قولكم للرجل: مخمورٌ وبه خمار، إذا أصابه صداع من الخمر وأنه يقال مثل ذلك لمن أصابه صداع من النبيذ، فيقال: به خمار، ولا يقال به نُباذ، فإن حجتنا فيه أن الخمار إنَّما يعرض مما أسكر من النبيذ، وذلك حرام لا فرق بينه وبين الخمر عندنا، فيقال فيه ما ياقل في الخمر، وإنما كان شربةُ النبيذ من أسلافنا يشربون منه اليسير على الغداء والعشاء وما لا يعرضُ منه خمار.
وحدَّث إسحق بن راهويه قال: سمعت وكيعاً يقول: النبيذ أحلُّ من الماء. وعابه الناس بذلك فقالوا: كيف يكون أحلَّ من الماء، إذا كان حلالاً. وليس على وكيع في هذا عيب، ولا يُرجع عليه فيه بكذب، لأن كلمته خرجت مخرج كلام العرب في مبالغتهم، كما يقولون: هو أشهر من الصبح، وأسرع من البرق، وأبعد من النجم، وأحلى من العسل، وأحرُّ من النار، ولم يكن أحد من الكوفيين يحرِّم النبيذ غير عبد الله بن إدريس وكان بذلك معيباً.
وقيل [لابن] إدريس: من خيار أهل الكوفة؟ فقال: هؤلاء الذين يشربون النبيذ. قيل وكيف، وهم يشربون ما يُحرِّم عندك، قال: ذلك مبلغهم من العلم.
وكان ابن المبارك يكره شرب النبيذ ويخالف رأي المشايخ، وقال له أبو بكر بن عياش: من أين جئت بهذا القول في كراهيتك للنبيذ ومخالفتك أهل بلدك، قال: هو شيء اخترته لنفسي، قلت له: فتعيب من يشربه، قال: لا، قلت: فأنت وما اخترت لنفسك.
وعن أبي سلمة يحيى بن دينار قال: بينا زيد بن عليّ في بعض أزقة الكوفة إذ بصر برجلٍ ن الشيعة فدعاه إلى منزله وأحضر له طعاماً، فتسامعت به الشيعة فدخلوا عليه حتى غصَّ المجلس بهم فئاكلوا معه ثم استسقى، فقيل له: أي الشراب نسقيك يا ابن رسول الله؟ قال: أصلبه وأَشدُّه، فأتوه بعُسٍّ من نبيذ فشربه، وأدار العُس عليهم فشربوا، ثم قالوا: يا ابن رسول الله، لو حدثتنا في هذا النبيذ بحديث رويته عن أبيك عن جدك، فإن العلماء يختلفون فيه، فقال: حدثني أبي عن جدي أن النبي (ص) [قال] لتركبن [أُمتي] طبيعة بني إسرائيل حذو القُذَّة بالقُذَّة والنعل بالنعل حتى لو أن رجالاً من بني إسرائيل نكحت نساءَها بالأسواق لكان فيكم من يفعل ذلك، ألا وإن الله ابتلى بنهر طالوت أحلَّ منه الغرفة والغرفتين وحرَّم الري، وابتلاكم بهذا النبيذ، أحلَّ منه القليل وحرَّم عليكم الكثير. وكان أهل الكوفة يسمون النبيذ نهر طالوت، قال فيه الشاعر:
اشرب على طربٍ من نهرِ طالوت ... حمراءَ صافيةً في لون ياقوت
من كف ساحرةِ العينين شاطرةٍ ... تُربي على سحر هاروت وماروت
وحضر ابن أبي الحواري بالشام، وكان معروفاً بالرقائق والزهد مع فقهاء البلد، فبعث إليه صالح العباسي بقدحٍ من نبيذ فشربه، ثم بعث إليه بثانٍ فامتنع من شربه، فأخذه الناس بألسنتهم وقالوا: شربت المسكر لهؤلاء فصرت لهم حجة، فقال: أحسبتم أن أكون ممن قال الله فيه " يستخونَ من النَّاس ولا يستخفون من الله وهو معهم " فكيف كنت أدعه لكم وأشربه لغير الله.
وقال بعض القضاة لرجلٍ كان يعدله ويعتب عليه بقوله: بلغني أنك تشرب المسكر، فقال: ما أشرب المسكر ولكني أشرب النبيذ الصلب ولا أسكر منه.
وعن هُشيم بن بشير قال: ربما شربت من هذا النبيذ ثم أركب ناقتي ما أُبصر أُذنيها.
وقال علقمة: سألت الشعبي عن النبيذ فقال: ما اشتد فهو أحب إليَّ. وعن مجاهد عن ابن عباس أنه قال: النبيذ حلالٌ والمسكر حرامٌ.
وشرب النبيذ جلَّة من قضاة أهل القيروان وفقائهم.

نام کتاب : قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور نویسنده : الرقيق القيرواني    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست