responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور نویسنده : الرقيق القيرواني    جلد : 1  صفحه : 116
ليس يلتامان فاختر خدمةً أو شرب راح
فرفع صاحب الخبر ذلك إلى محمد بن عبد المك الزيات فضحك وقام من وقته إلى الواثق فعرَّفه وأنشده الأبيات فقدح ذلك في قلب الواثق فصرف إبراهيم بن رياح ونكبه وأخذ ماله وضياعه.
وقال النميري:
خلا بين ندمانيّ موضع مجلس ... ووقرني بعد الشباب مشيب
ورُدَّت على الساقي تفيض وربَّما ... رددتُ إليه الكأس وهي سليبُ
وما اشتهر اللذاتِ والنشوة الفتى فكان له في المكرمات نصيبُ وعن عبد الله بن عمر، أنه قال: والذي نفسي بيده لقد أُنزل تحريم الخمر بالمدينة وما بها زبيبة واحدة.
عروة عن عائشة أنها كانت تقول: من تداوى بالخمر فلا شفاه الله. وقيل لعائشة: إن النساء يمتشطن بالخمر، فنهت عن ذلك وقالت: إنها رجس. وقال (ص) : ثلاثة حرم الله عليهم الجنة؛ مدمن الخمر، وقاطع الرحم، والشيخ الزاني؛ وولى عمر (رض) النعمان بن نضلة العدوي بميسان فأراد رحيل امرأته معه، فكرهت، فلما وصل إلى ميسان أراد أن يُغيرها فترحل إليه فكتب إليها:
ألا هل أتى الحسناءَ أن حليلها ... بميسان يُسقى في زُجاج وحنتم
إذا شئتُ غنتني دهاقين قريةٍ ... وصناجة تجثو على كل مِيسمِ
فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني ... ولا تسقني بالأصغر المتثلمِ
لعل أمير المؤمنين يسوؤه ... منادمنا في الجوسقِ المتهدم
فبلغت عمر، فقال: أي وأبيك، إنه ليسوؤني، يا غلام، اكتب بعزله، فلما قدم على عمر بكتَهُ بها، فقال: يا أمير المؤمنين، ما شربتها قط، ولا قلت الأبيات إلا لسبب كذا، فقال عمر: أظنُّ ذاك، ولكن لا تعمل لي أبداً.
وقال أبو نواس:
أيها الرائحان باللوم لوما ... لا أذوق المدام إلا شميما
نالني بالملام فيه إمامٌ ... لا أرى لي خلافه مستقيما
فاصرفاها إلى سواي فإني ... لست إلا على الحديث نديما
كبر حظِّي منها إذا هي دارت ... أن أراها وأن أشم النسيما
فكأني وما أزيِّنُ منها ... قَعَديٌّ يزيِّن التحكيما
كلَّ عن حمله السلاح إلى الحرب فأوصى المطيق ألا يقيما
وما سبقه أحد إلى هذا المعنى وزعم بعض بني نوبخت أن آخر ما سمع من أبي نواس قوله:
شعر ميت أتاك من لفظ حيٍّ ... صار بين الحياة والموت وقفاً
قد برت جسمه الحوادث حتى ... كاد عن أعين الحوادث يخفى
لو تأملتني لتثبت وجهي ... لم تَبِن من كتاب وجهي حرفا
ولكرَّرت طرف عينك في جسمٍ برته الهموم حتى تعفى
ثم التفت إلى من حوله وقال: لا تشربوا الخمر صرفاً فإنها أحرقت كبدي ومات.
وسأل رجل شريكاً عن النبيذ فقال: حلال، قال: قليله خير أم كثيره؟ قال: قليله، قال الرجل: ما رأيت خيراً إلا وكثيره خير من قليله إلا هذا.
وقيل لابن شبرمة: لِم تركت النبيذ؟ فقال: إن كان حلالاً فحظي تركت، وإن كان حراماً فبالحزم أخذتُ.
وقيل لأعرابي: ما لك لا تشرب النبيذ؟ قال: لثلاث خصال فيه: مَتلفة للمال مَذهبة للعقل مسفهة للحلم.
قال عبد الله بن إبراهيم: لو كان العقل يُشترى ما كان عِلقٌ أنفس منه، والعجبُ العجبُ لمن يشتري ذهابه بماله فيدخله رأسه فيقيء في جيبه، ويسلح في ذيله ويمسي عديماً ويصبح فضيحة.
وقال عيسى بن مريم (ع) : الهوى رأس كل خطيئة، والنساء حِبالة الشيطان والخمر داعية كل سوء.
ويروى عن أُم سَلَمة أنها قالت: اشتكت ابنة لي فنبذت لها في كوز فدخل عليَّ النبيُّ (ص) وهو يغلي فقال: ما هذا؟ فقلت: ابنة لي اشتكت فنبذت لها هذا النبيذ فقال: إن الله تبارك وتعالى لم يجعل شفاءَكم حراماً.
وقال بعض العلماء: رخَّص الله للمضطر في الميتة والدم ولحم الخنزير ويم يرخِّص في الخمر لمضطر ولا غيره، وقال رجل من قريش:
ومن تقرع الكأسُ اللئيمة سِنهُ ... فلا بد يوماً أن يسيء ويجهلا
ولم أرَ مشروباً أشد سفاهةً ... وأوضع للأشراف منها وأخملا

نام کتاب : قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور نویسنده : الرقيق القيرواني    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست