responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور نویسنده : الرقيق القيرواني    جلد : 1  صفحه : 154
قد أظلم الليل يا نديمي ... فاقدح لنا النار بالمُدام
كأنني، والورى رقودٌ ... أُقبل الشمس في الظلام
وقال:
مولايَ أجدرُ من حكم ... صبراً عليه وإن ظَلَمْ
لعب القِلى بعهوده ... وكأنها كانت حُلُم
ومصرعين من الخُما ... رِ على السواعد واللمم
قتلتهُمُ خمَّارةٌ ... عمداً ولم تؤخذ بدم
وسقتهم مشمولةً ... ظلت تحدث عن إرم
لما أرتهم كأسها ... شربوا، وما قالوا بكم
ولو أنها قالت لهم ... صلوا لها، قالوا: نعم
هم عاكفون على الهوى ... لا يعرفون سوى الكرم
وقال:
يا ربِّ ليللٍ سحرٌ كلهُ ... مفتضحُ البدر عليلُ النسيم
يلتقط الأنفاس بردُ الندى ... فيه فيهديه لحرّ الهموم
لم أعرف الإصباح في ضوئه ... لما بدا إلا بسكر النديم
لبست فيه بالتذاذ الهوى ... ولذة الراح ثياب النعيم
وقال أيضاً:
قم فاسقني والظلامُ منهزم ... والصبح بادٍ في كفِّه عَلَمُ
والطير قد صفرت وأفصحت الألحان منها وكلها عُجمُ
وميلت رأسها الثريا إلى الغرب بأسوار وهي تحتشمُ
في الشرق كأسٌ وعند مغربها قرطٌ، وفي أوسط السما قدمُ وقال ابن الرومي:
ويتيمةٍ من كرمها ونديمها ... لم يُبق منها الدهر غير صميمها
لطفت فكادت أن تكون مُشاعة ... في الجو، مثل شعاعها ونسيمها
صفراء تنتحل الزجاجةُ لونها ... فتخال ذوب التبر حشو أديمها
ريحانةٌ لنديمها، درياقةٌ ... لسليمها، تنفي سقام سقيمها
الأمير تميم:
إشرب فما لؤم الزمان، وإنما ... أبناؤه مسخوا المكارم لُوما
ظهروا فكانوا للعيون مدامعاً ... وخفوا فكانوا للنفوس هموما
فلذاك آثرت التفرد والنوى ... وغدوت للراحِ المُدام نديما
وقال:
سقياني على العناقيد مما ... عصرته الأكف منها قديما
ما ترى الكرم كيف نضد ياقوتاً وأبدى زُمرداً منظوما
فهو يبدي للعين حباً ويخفي ... عسلاً في ظروفه مختوما
كنواصي القيان نظماً وكالشهد مذاقاً وكالعبير نسيما
غلطوا حين سموا الكرم كرماً ... لو أصابوا القياس قالواالكريما
فاسقني يا نديم واشرب بكاسي ... واقسم اللهو بيننا والنعيما
لا شربتُ المدام إن لم أُعظمْ ... فوق نفسي، على المدام النديما
ابن المعتز:
لم ينم ليلي ولم أنم ... نهب كفِّ الوجد والسقم
في سبيل العاشقين هوى ... لم أنل منه سوى التُّهم
ولقد أغدو على طربٍ ... والحيا راضٍ عن الديم
فاسقياني الراح صافيةً ... تُظهر الإصباح في الظلم
لا تلم عقلي ولُم طربي ... إن عقلي غير متَّهم
وقال:
يا حسدي للكئوس في يده ... تنال ما تشتهيه من فمه
يا ليتني نلتُ ما ظفرن به ... كئوسه من لذيذ مثلمه
شرابه مثل لون وجنته ... حبابه مثل دُرِّ مبسمه
وقال:
الآن تمَّ، فأهدى مقلةَ الرِّيم ... واهتز كالغصن في ميل وتقويم
قد بتُّ ألثمه والليل حارسُنا ... حتى بدا الصبحُ مُبيض المقاديم
وقام ناعي الدجي فوق الجدار كما ... نادى على مرقبٍ شارٍ بتحكيم
والبدرُ يأخذه غيم ويتركه ... كأنه سافر عن خدِّ ملطوم
فظن ما شئت من حاجات ذي طربٍ ... مقتضيةٍ وسؤالٍ غير محروم
إثنان كالفرد من طول اعتناقهما ... باتا بعيشٍ حميدٍ غير مذمومِ
يا ليلة الوصل ليت الصبح يهجرنا ... يا ليلة الوصل دومي هكذا دومي
باتت أباريقنا حمراً عصائبها ... بيضاً ذوائبُها غُصَّ الحلاقيم

نام کتاب : قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور نویسنده : الرقيق القيرواني    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست