نام کتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 303
الإسكندرية إلى أن أقيم ديمتريوس وهو الثاني عشر من بطاركة الإسكندرية. ولم يكن بأرض مصر أساقفة فنصب الأساقفة بها وكثروا بقراها. وصار الأساقفة يسمون البطرك الأب. والقسوس وسائر النصارى يسمون الأسقف الأب ويجعلون لفظة البابا تختص ببطرك الإسكندرية ومعناها أب الآباء. ثم انتقل هذا الاسم عن كرسي الاسكندرية إلى كرسي رومة من أجل أنه كرسي بطرس رأس الحواريين فصار بطرك رومة يقال له البابا. واستمر على ذلك إلى زمننا الذي نحن فيه. وأقام حنانيا في بطركية الإسكندرية اثنتين وعشرين سنة. فأقيم بعده ميليو (ميليوس أو ابيليوس 84) فأقام ثنتي عشرة سنة وتسعة أشهر ومات. وفي أثناء ذلك ثار اليهود على النصارى وأخرجوهم من القدس فعبروا الأردن وسكنوا تلك الأماكن. وكان بعد هذا بقليل خراب القدس وجلوة اليهود وقتلهم على يد طيطش بعد رفع المسيح بنحو أربع وأربعين سنة. فكثرت النصارى في أيام بطركية ميليو وعاد كثير منهم إلى القدس بعد تخريب طيطش لها. وبنوا بها كنيسة وأقاموا سمعان أسقفاً 530 ثم أقيم بعد ميليو بالإسكندرية في البطركية كرتيانو (كردو 87) وفي أيام الملك تريانوس قيصر أصاب النصارى منه بلاء كبير وقتل منهم جماعة كثيرة واستعبد باقيهم. فنزل بهم بلاء لا يوصف في العبودية حتى رحمهم الوزراء وأكابر الروم وشفعوا
نام کتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 303