1795- ساَجَلَ فُلاَنٌ فُلاَناً
أصله من السَّجْل، وهو الدَّلْو العظيمة، والمُسَاجلة: أن يَسْتَقى ساقيان فيُخْرِج كل واحد منهما في سَجْله مثلَ ما يخرج الآخر فأيهما نكَل فقد غُلب، فضربت العربُ به المثلَ في المفاخرة والمساماة، قال الفضل بن العباس بن عُتْبة بن أبي لَهَبٍ:
مَنْ يُسَاجِلْني يسَاجِلْ ماجداً ... يَمْلأَ الدَّلْو إلى عَقْد الكَرَبْ
يقال: إن الفرزدق مرَّ بالفضل وهو يستقي وينشد هذا الشعر فَسَرَى الفرزدق ثيابَه عنه، وقال أنا أسَاجِلُكَ، ثقةً بنسبه، فقيل له: هذا الفضل بن العباس بن عُتْبة بن أبي لهب، فردَّ الفرزدق عليه ثيابه، وقال: ما يساجلك إلا من عَضَّ أيْرَ أبيه
1796- سَبَقَ دِرَّتَهُ غِرَارُهُ
الغِرار: قلة اللّبن، والدرة: كثرته، أي سبق شره خيره، ومثله:
1797- سَبَقَ مَطَرَهُ سَيْلُهُ
يضرب لمن يسبق تهديدُه فعلَه.
1798- سَرْعَاَنُ ذَا إِهَالَةً
سَرْعان: بمعنى سرع، نقلت فتحة العين إلى النون فبنى عليها، وكذلك وَشْكان وعَجْلان وشَتّان، قال الخليل: هي ثلاث كلمات سَرْعان، وعَجْلان، ووَشْكان، وفي وَشْكان وسَرْعان ثلاث لغات: فتح الفاء، وضمها، وكسرها، تقول العرب: لَسَرْعَانَ ما خَرَجْتَ، ولَسَرْعَانَ ما صَنَعْتَ كذا.
وأصل المثل أن رجلا كانت له نَعْجة عَجْفاء، وكان رُغَامها يسيل من منخريها لهزالها، فقيل: وَدَكُها، فقال السائل: سَرْعَان ذا إهَالَةً: نصب إهالة على الحال، وذا: إشارة -[337]- إلى الرُّغَام، أي سَرُع هذا الرغام حالَ كونه إهالة، ويجوز أن يُحْمَل على التمييز على تقدير نقل الفعل، مثل قولهم: تَصَبَّبَ زيدٌ عَرَقاً.
يضرب لمن يخبر بكينونة الشيء قبل وقته