2095- الصَّبِيُّ أَعْلَمُ بمَضْغِ فِيهِ.
يضرب لمن يُشَار عليه بأمر هو أعلم بأنَّ الصوابَ في خلافه.
وروى أبو عبيدة بمصغى فيه - بالصاد غير معجمة - من صَغِىَ يَصْغَى إذا مال، أي يعلم كيف يميل بلقمته إلى فيه، كماقيل: أهْدَى من اليد إلى الفم، وروى أبو زيد "الصبي أعلم بمَضْغَى خده" أي يعلم إلى من يميل ويذهب إلى حيث ينفعه، فهو أعلم به وبمن يشفق عليه.
2096- صَفِرَتْ يَدَاهُ مِنْ كلِّ خَيْرٍ.
أي خَلَتَا، وفي الدعاء: نعوذ بالله من صَفَر الإناء وقرع الفناء.
2097- صَدْرُكَ أَوْسَعُ لِسِرِّكَ.
يضرب في الحثِّ على كتمان السر.
يقال: مَنْ طلب لسره موضعا فقد أفشاه، وقيل لأعرابي: كيف كِتْمَانك للسر؟ قال: أنا لَحْدُه.
2098- صَارَ شَأْنهُمْ شُوَيْناً.
يضرب لمن نَقَصَوا وتغيرت حالهم.
يقال: تقدم المهلَّب بن أبي صُفْرة إلى شُرَيح القاضي فقال له: أبا أمية لَعَهْدِي بك وإن شأنَكَ لَشُوَيْن، فقال له شريح: أبا محمد أنت تعرف نعمة الله على غيرك، وتجهلها من نفسك.
2099- صَمِّى صَمَامِ.
يقال للداهية والحرب صَمَامِ - على وزن قَطَام وحَذَام - و"صَمَّى اْبنَةَ الجَبَلِ" وأصلها الحية فيما يقال، أنشد ابن الأعرابي لسَدُوس بن ضباب:
إني إلى كُلِّ أيسارٍ وَبَادِيَةٍ ... أدْعُو حُبَيْشاً كَمَا تُدْعَى ابْنَةُ الْجَبَلِ
أي أنوه به كما يُنَوَّه بابنة الجبل، وهي الحية، وإنما يقولون: صَمِّى صَمَامِ، وصَمِّى اْبنَةَ الجبل، إذا أبى الفريقان الصلحَ ولَجُّوا في الاختلاف، أي لا تُجِيِبي الراقي، ودُومِى على حالك، قال ابن أحمر:
فَرُدُّوا ما لَدَيْكُمْ من رِكَابِي ... ولَمَّا تأتِكُمْ صَمِّى صَمَامِ
فجعلها عبارة عن الداهية، وقال الكُمَيْتُ:
إذا لقَى السفير بها وَنَادَى ... لَهَا صَمِّى ابْنَةَ الْجَبَلِ السفير
بها ولها يرجعان إلى الحرب.
2100- صَقْرٌ يَلوذُ حَمَامُهُ بِالْعَوْسِجِ.
يضرب للرجل المهيب. وخصَّ العوسج لأنه متداخل الأغصان يَلُوذ به الطير خوفا من الجوارح، قال عِمْرَان ابن عصام العنزي لعبد الملك بن مروان: -[397]-
وبَعَثْتَ من وَادِ الأغر مُعَتِّباً ... صَقْراً يَلُوذُ حَمَامُه بالعَوْسَجِ
فإذا طَبَخْتَ بِنَارِهِ أنْضَجْتَهُ ... وَإذا طَبَخْتَ بِغَيْرِهَا لم تُنْضِجِ
يعني الحجاج بن يوسف.