responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرزبان نامه نویسنده : اسبهبد مرزبان    جلد : 1  صفحه : 118
فلما بلغ الكلام والنصح من مقبل إلى هذا المقام وكان رأي المدبر رسخ في خاطر الملك لأن النفوس بطبعها مائلة إلى الفساد والتولي عن النصيحة والعناد لم يعد كلام المقبل شيئاً فأخذ في أسباب التوجه إلى محاربة الأسد وأمر بفتح الخزائن وتجهيز الجنود وسار إلى جزيرة الأسد فعندما حل بساحتها أطلع الأسد على هذه الأحوال وسمع هذه الحركات والأقوال وعاين الفيل مكابدة الأسود ومكايدة النمور والفهود ورأى من مقارعتهم مصادمة الجبال وعدم معرفة الموت والوبال زاغ كأنه وطف أو ولد قهر ولايات الأسد فأخبر أنه قدم جزيرة الأسد، للتنزه وتغيير الهواء والكد فأنكر الأسد في نفسه هذه القضية وعلم أن هذا الكلام خداع ودهيه وإن هذه القضايا لابد فيها من إراقة دماءٍ وخراب أماكن وهلاك رعايا سواء تمت للأفيال هذه الأمور أو لم تتم ما عزمت عليه من الشرور، فأخذ يضرب أخماساً إلى أسداس وخاف على سكنه وخراب وطنه واستئصال أولاده وذهاب طريفه ومتلده وكل هذا والأسد منتظر الوقوف على حقيقة ذلك الأمر. فبينما هو كذلك إذا قبل عليه مقبل وأخبره الخبر ليكون له حظوة عنده يتداركه بها لحسن آرائه ويصير ممنوناً بحسن تدبيره وإمضائه ويصير له عند الأسد بذلك وجه ويد ورجع مسرعاً إلى ملكه بعد أن أطلع الأسد على حقيقة الأحوال وما عزم عليه ملك الأفيال فنادى الأسد في جيشه بالحرب والغزو فتشوشت الخواطر وانصدعت الأصاغر والأكابر ورسم باجتماع رؤوس مملكته وأعيان خاصته ورعيته وأعرض عليهم ما بلغه من القول من هذا الأمر المهول وإذن لكل أحد في ذلك بأن فاتفقوا على أن يجمعوا من كل جنس من الحيوانات واحداً يتفقون على خصاصته وكفايته وعظته ودرايته ويعقدون معهم مجلس مشاورة، فمهما وقع عليه الاتفاق من

نام کتاب : مرزبان نامه نویسنده : اسبهبد مرزبان    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست