نام کتاب : مرزبان نامه نویسنده : اسبهبد مرزبان جلد : 1 صفحه : 181
وصقلته فلا تكونن كالآلا ولا تعلق قلبك بغير الله قولا واعتقادا وعملا فالباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا واجتهد في إصلاح قلبك المكابر واصغ إلى ما قاله الحكيم الحليم متحررا من العذاب الأليم عاملا بما يرضي السميع العليم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بلقب سليم. وإذا علمت هذا وتحققته وقررته وحررته وصدقته فاعلم أن الأولى بحالنا والأحسن للنظر في مآلنا أن نعد ما نحن فيه من جملة النعم وأن هذا قسم لنا من القسم في القدم فلا تنتقل عن دائرة الرضا والتسليم قدما عن قدم وننتظر ما يتولد عن حدثان الزمان ولا نرخي في ميدان الطمع العنان ونعرض عن طامح الخاطر كمال قال الشاعر:
كم نار عارية شبت لغير قرى ... على بقاع وكم نور بلا ثمر
هون عليك أمورا أنت تنكرها ... فالدهر يأتي بألوان من العبر
قال الذكر: جميع هذا القول صادر من موارد المعقول موافق لما ورد به المنقول، لقد غصت في بحر الفطنة على جواهر الحكمة ولم تتركي في ميدان المسائل مقالا لقائل ولا مجالا لجائل، ولكن لا ينبغي للعاقل أن يغفل عن حوادث الدهر ولا يعطي ظهره لكواسر العصر فإن طوارق الآفات وخوارق العادات ومحن الزمان وغصص الحدثان محتجبة تحت الأستار ومنظورة في أنواع الأطوار والفلك الدوار له في علم الأدوار مغيبات أبكار يبرزها للناظر فتلعب بالأفكار وتذهب في سناء برق مخارقها بصائر الأبصار ويحتار في حركاتها الرأي المصيب ويدهش في دجى حدسها الفطن الاريب وقد حار الفكر وعجزتن القوى والقدر وحارت عقول البشر دون إدراك ما يبرزه كل وقت من الصور من وراء ستر الغيب سعيد القضاء والقدر ولم يعهد من الدهر الخؤون والزمان المجنون إذا
نام کتاب : مرزبان نامه نویسنده : اسبهبد مرزبان جلد : 1 صفحه : 181