responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي    جلد : 1  صفحه : 222
ذكر معدنه الذي يتكون فيه: الياقوت يؤتى به من معدن يقال له سجران من خريرة خلف سرنديب بنحو من أربعين فرسخاً والجزيرة تكون نحوا من ستين فرسخاً في مثلها وفيها جبل عظيم يقال له جبل الراهون تحدر منه الرياح والسيول الياقوت فيلقط وهو حجر من أرض ذلك الموضع وحصباؤه وما تجر سيوله من جبل الراهون ويقال إن الشمس إذا أشرقت على ذلك الجبل أنبتت فيه شعاعات كثيرة لوقوع شعاع الشمس على حصى الياقوت فيسمى ذلك برق الراهون وهذا الجبل هو الذي أهبط عليه آدم عليه السلام من الجنة ومن خرج إلى الأرض فإذا أصيب ذلك الحصا أصيب وظاهره مظلم يميل أكثره إلى السواد والغبرة كالحصى الموجود في هذه الألوان عندنا فإذا استشف في الشمس أشف لونه أحمر كان أو أصفر أو سماوياً أو غير ذلك من ألوان الياقوت، قال التيفاشي أخبرني من دخل جزيرة سرنديب من التجار أن أهل ذلك الموضع إذا لم تحدر السيول والرياح لهم من حصباء الياقوت في بعض السنين ما جرت به العادة احتالوا لتحصيله بالحيلة التي تذكرها وذلك أن الجبل الذي فيه الياقوت جبل شاهق صعب المسلك لا يمكن الوصول إلى أعلاه وفي أعلاه نسور كثيرة تعشش فيه وتتخذ مساكنها به لخلوته فيعمد أهل ذلك الموضع إلى حيوان يذبحونه ويسلخون جلده ثم يقطعونه قطعاً كباراً ويتركونه في سفح الجبل المذكور ويبعدون عنه وهم يرقبونه فتأتي النسور فترفع ذلك اللحم وتنزل به عند أوكارها فإذا وضعته على الأرض علق به من حصى الياقوت ولصق فيه ثم تأتي نسور أخرى فتجتمع على اللحم لتخطفه بعضها وتطير من الجبل فيسقط منه الياقوت لثقله فيلقطه الذين يرقبونه من الموضع الذي يسقط فيه ويذكر أن في سفل هذا الجبل غياضاً عظيمة وخنادق عميقة وأشجاراً شاهقة ويسكن بها حيات عظام تبتلع الحية منها الإنسان ورأس البقر وغيره صحيحاً فإذا ابتلعته عمدت إلى أصل شجرة فالتوت عليها واشتدت فيتكسر في بطنها ما تبلعه وتندق عظامه فيهضم بها ولأجل ذلك أيضاً لا يستطاع سلوك هذا الجبل ولا الوصول إليه وإلى ما فيه من عجائب الأحجار.
ذكر أصنافه: أصول الياقوت أربعة أصناف أحمر وأصفر واسمانوني وابيض فالأحمر منه ينقسم إلى أربعة أقسام الوردي وهو يتفاضل في شدة الصبغ إلى الوردية لا يجاوز ذلك ويقل صبغه إلى أن يقرب من البياض ثم الجمدي وهو مشوب بقرقرية كلون ورد الخيري وأظهر قرقرية وهو يتفاضل في قوة الصبغ وضعفه إلى أن يقرب من البياض ثم الأحمر وهو بلون العصفر الشديد الحمرة الناصعها في القوة إلى القرب من الوردية في الضعف ثم البهرماني وهو أحمر نقي الحمرة لا يشوبها شائبة وهو يتفاضل في قوة الصبغ وضعفه حتى ينتهي إلى لون العصفر الشديد الحمرة الناصعها في القوة وإلى قريب من لون الورس في الضعف وأثمن الياقوت الذي في لون الحمرة البهرماني وأثمن كل واحد من بقية أصنافه أشدها مستشفا وأشدها شعاعاً وأسلمها من العيوب التي تذكر فيما بعد.
وأما الزمرد: قال بلينوس إن الزمرد هو الياقوت لأنه إنما ابتدأ لينعقد ياقوتاً في جميع أجزائه وكان لونه أحمر فلشدة تكاثف الحمرة بعضها على بعض عرض له السواد فصار اسمانجونياً ولثقل اليبس وغلظة بطن الاسمانجوني وارتفع ما صفى على الحمرة على أعلاه فاصفر ولما كان باطنه اسمانجونياً واشتدت عليه الحرارة بطبخها فمزجت اللونين جميعاً لون ظاهره بلون باطنه فتولدت الخضرة بينهما فصار لونه أخضر فسمى زمرداً وإنما كان أصله ياقوتاً لأن الياقوت هو حجر ذهبي وهو أصل الحجارة كما أن الذهب رأس الأجساد المذابة.
ذكر معدنه الذي يتكون فيه: موضع الزمرد الذي يؤتى به منه في التخويم بين بلاد مصر والسودان خلف أسوان يوجد في جبل هناك كالجسر فيه معادن تحتفر منها الزمرد قطعاً صغاراً كالحصى مبتة في تراب المعدن وربما أصيب العرق منه متصلاً فيقطع وهو جيده، وأما صغيره فإنه يصاب في التراب بالنخل وذلك أنهم ينخلون التراب ثم يوجد خلاله فيغسل كما يغسل تراب الفضة فيوجد فيه الحجر بعد الحجر ويوجد بعضه عليه أتربة كالكحل الشديد السواد وهو أشد خضرة وأكثر ما وجد من الزمرد في التراب فهو الفص وما قطع منه من العروق فهو القضيب في اصطلاح الجوهريين وهو أعتقه وأخلصه.

نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست