responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي    جلد : 1  صفحه : 255
وليس شيء في جرم الفهد من الحيوان إلا والفهد أثقل منه وأحطم لظهر الدابة والإناث أصعب أخلاقاً وأكثر جراءة وأقداماً وفي أخلاقه الحياء وذلك أن الرجل يمر بيده على سائر جسده فيسكن لذلك حتى تصيب يده مكان القنر فيقلق حينئذ ويغضب ومن خلقه الغضب وذلك أنه إذا وثب على طريدة لا يتنفس حتى ينالها فيحمى لذلك وتمتلىء رئته من الهوى الذي حبسه وسبيله أن يراح ريثما يخرج النفس وتبرد تلك الغلة ويشق عن قلب الطريدة ويشمم إياه ثم يطعمه منه ويسقى ري ماء إن كان الزمان قيظاً ودون الري إن كان الزمان برداً ولإن لم يروح لم يفلح بعد ذلك وإذا أخطأ صيده رجع مغضباً وربما قتل سائسه، ومن أخلاقه أنه يأنس لمن يحسن إليه ويقال أنه لص من لصوص السباع وهو وإن كان وحشياً فإنه يقبل الأدب إلا أن كبارها أقبل وإن تقادمي في التوحش وإنائها أصيد من ذكورها ومن طبعه أنه يحب الصوت الحسن ويصغي إليه وربما كان سبباً لصيده، ومما ركب فيه أن ما عجز عن التكسب منها الهرم يجتمع على فهد يصيد لها في كل يوم شيعها وقال أرسطو: السباع تستنشق رائحة الفهد وتستدل بها على مكانه تعجب بلحمه أشد التعجب فهو يتغيب عنها لذلك وربما قرب بعضها من بعض فيطمع في نفسه فإذا أحس السبع منع ذلك وثب عليه فأكله وهو ألطف شما لأراييح السباع القوية من شمك السباع لرائحته الشهية ولا يكاد يكون على علاوة الريح أبداً وهو يستخفي في الشجرة فإذا مر به اتل ففاجأه وثب عليه وأنشب مخالبه في أكتافه ومص دمه حتى يضعف الإبل ويسقط فتجتمع عليه الفهود فتأكله لفإن أجتاز به أسد نهض وترك الفريسة له تقرباً إليه والفهد يعتريه داء يسمى خناقة الفهود وقد ألهم أنه إذا أعتراه ذلك يأكل العذرة فيبرأ وينبغي إذا صيد أن يغطي رأسه ويدخل في جوالق ويجعل في بيت قد وضع فيه سراج ويلازمه سائسه ليلاً ونهاراً ولا يدخل عليه غيره فإذا آنس أركبه ظهر دابة ويطعمه على يده وأول من صاد به كليب بن وائل ويقال همام بن وبرة وكان صاحب لهو وطرب وأول من حملها على الخيل يزيد بن معاولة وأكثر من اشتهر باللعب بها أبو مسلم الخراسانى وأولى من استسن الحلقة في الصيد وأولع بها كثيرا المعتضد والمواضع التي يوجد فيها هذا الحيوان هما يلي بلاد الحجاز إلى اليمن وها يليها إلى بلاد العراق ومما يلي بلاد الهند إلى تبت والله تعالى أعلم.

نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست