responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي    جلد : 1  صفحه : 303
قال علي بن عبد الكريم الصبي تأني ابن الرومي بقصيدته التي مدح بها سليمان بن عبد الله بن ظاهر وقال أنصفني وقال الحق أيما حسن قولي في الوطن:
ولي وطن آليت أن لا أبيعه ... وأن لا أرى غيري له الدهر مالكا
عهدت به شرخ الشباب ونعمة ... كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا
وحبب أوطان الرجال إليهم ... مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم ... عهود الصبا فيها فجنوا لذلكا
أم قول الأعرابي:
أحب بلاد الله ما بين مدعج ... إلي وسلمى أن يصوب غمامها
بلاد بها عشق الشباب تمائمي ... وأول أرض مس جلدي ركامها
فقلت بل قولك لأنه ذكر المواطن وحببها وأنت ذكرت العلة في ذلك.
وللشيخ شهاب الدين بن أبي حجلة من رسالة كتبها إلى السيد زين الدين عمر الجعفري خطيب جامع التوبة بدمشق وينهى بعده الذي أضرم من شوقه الشهابي تارة وأخلى من زكاته لحجلية مطاره وتركه ملقى في الصهريج كأنه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة فلا بد والحالة هذه من آه على دمشق التي هي جنة من تاه وباهى وجيران جيرونها إلى أغار داء لسان الحب سماها:
فما قلت إيه بعدها لمسامر ... من الناس إلا قال قلبي آها
غيره:
فيا وطني إن فاتني بك سالف ... من الدهر فلينعم لساكنك البال
أي والله طالما حن الملوك إليها وأنشد ودمعه كالمطر سلام الله يا مطر عليها:
مطر من العبرات خدي أرضه ... حتى الصبا ومقلتي سماؤه
وقال الشيخ جلال الدين بن خطيب داريا فسح الله في أجله ونقلتهما من خطه:
خليليّ إن وافيتما الشام ضحوة ... وعاينتما الشقراء والغوطة الخضرا
قفا واقرآ عني سلاما كتبته ... بدمعي على مقري ولا تنسيا مطرا
يكتب أبياته الرائية:
يا صاحبيّ إذا الثنايا أشرقت ... ولمحتما منها ثغور أزاهر
استنشقا ذاك النسيم فإنه ... مما تحمل من شمائل هاجر
وقال الشيخ شرف الدين بن عنين:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... وظلك يا مقري علي ظليل
وهل أريني بعدما شطت النوى ... ولي في ذرى روض هناك مقيل
دمشق فبي شوق إليها مبرح ... وإن لج واش أو ألح عذول
بلاد بها الحصباء در وتربها ... عبير وأنفاس الشمال شمول
تسلسل فيها ماؤها وهو مطلق ... وصح نسيم الروض وهو عليل
ولما خرج الرشيد إلى أخذ أخته علية معه فلما صارت بالمرج عملت شعرا وصاغت فيه لحنا من الرمل وكتبت الأبيات ليلا على بعض الفساطيط في طريق الرشيد فلما دخل مضرب الحرم يصر به فقرأه فإذا هو:
ومغترب بالمرج يشكو شجوه ... وقد غاب عنه المسعدون على الحب
إذا ما أتاه الركب من نحو أرضه ... تنشق تستشفى برائحة القرب
فلما قرأه علم أنه من فعل علية وإنها قد اشتاقت إلى العراق وإلى أهلها فأمر بردها.
الوليد بن زيدون يتشوق إلى مكان يدعى بالزهراء وكان اجتماعه وولادة محبوبته:
إني ذكرتك في الزهراء مشتاقا ... والأفق طلق مرأى الروض قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصائله ... كأنه رق لي فاعتل إشفاقا
والروض عن مائه الفضي مبتسم ... كما حللت عن اللبات أطواقا
لا أسكن الله قلبا عن تذكركم ... فلم يطر بجناح الشوق خفاقا
لو شاء حملي نسيم الريح حين سرى ... وافاكم بفتى أضناه ما لاقا
فالىن أحمد ما كنا بعدكم ... سلوتم وبقينا نحن عشاقا
وقال الشيخ مهذب الدين أبو الفرج عبد الله بن أسعد الموصلي الشافعي الدهان رحمه الله يتشوق إلى دمشق المحروسة:
سقى دمشق وأياما مضت فيها ... مواطر السحب ساريها وغاديها
من كل أدهم صهال له شية ... صفراء يسترها طورا ويبديها
ولا يزال جنين النبت ترضعه ... حوامل المزن في أحشاء أرضيها
فما قضى حبه قلبي لسربها ... ولا قضى نحبه ودي لواديها
ولا تسليت عن سلسال ربوتها ... ولا نسيت بيتي جار جاريها
كأن أنهارها ماضي ظبا حشيت ... خناجرا من لجين في حواشيها
وأهالها حين حلى الغيث عاطلها ... مكللاً واكتسى الأوراق عاريها
وحاك في الأرض صوب المزن مخمله ... ينيرها بغواديه ويسديها

نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست