responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي    جلد : 1  صفحه : 79
وتبعت كل مطاوع لا يختشى ... عند ارتكاب ذنوبه تبعاتها
يأتي إلى اللذات من أبوابها ... ويحج للصهباء من ميقاتها
عرف المدام بجنسها وبنوعها ... وبفصلها وصفاتها وذواتها
يا صاح قد نطق المزار مؤذنا ... أيليق بالأوتار طول سكاتها
فخذ ارتفاع الشمس من أقداحنا ... وأقم صلاة اللهو في أوقاتها
إن كان عندك يا شراب بقية ... مما تزال بع العقول فهاتها
الخمر من أسمائها والدر من ... تيجانها والمسك من نسماتها
وإذ العقود من الحباب تنظمت ... إياك والتفريط في حباتها
وقال الصاحب العالم المفنن فخر الدين عبد الرحمن بن مكانس:
خليلي هيا للصبوح وبكرا ... وحثا لهوها تحمد السرا
ولا تركبا الليل البهيم اركبا مدا ... ما كميتا أو ن الصبح أشقرا
وصيدانيات بنات الكرم من دنها ... فإن أوان راحها عندي القرا
إذا ما أديرت في حشا عسجدية ... بها كل ذي ملك وتاج تصورا
فحسبك نبلا في السيادة أن ترى ... نديمك في الكاسات كسرى وقيصرا
مدام حوت معنى السرور أفرطت ... فمنها سرى فيها السرور وأثرا
لذلك قد تزهى بوجه مخلق ... وجللها ثوب النعيم مزعفرا
إذا ضرجتها تحت حبابها ... تخال لبها في الكاس سيفا مجوهرا
وبرهانه ذبح الهموم ألا ترى ... على جانبها ذلك الدم أحمرا
وقال الأديب الفاضل الكامل فخر الترك أيدمر المجنوى من قصيدة مطولة تقدمت أوائلها في باب الروضات والبساتين:
وسلافة باكرتها في فتية ... من مثلها خلق لهم وتخلق
شربت كثافتها الدهور فما ترى ... في الكأس إلا جذوة تتألق
يسعى بها ساق يهيج به الهوى ... وترى سبيل العشق من لا يعشق
تتنادم الألحاظ منه على سنا ... خد تكاد العين فيه تغرق
راق العيون غضاضة وغضارة ... فهو الجديد ورق فهو معتق
ورنا كما لمع الحسام المست ... ضيء ومشى كما اهتز القضيب المورق
وأظللنا في فرعه وجبينه ... ليل تألق فيه صبح مشرق
وكأن مقلته تردد لفظه ... لتقولها لكنها لا تنطق
وإذا العيون تجمعت في وجهه ... فاعلم بأن قلوبنا تتفرق
وقال الشيخ الفاضل الكامل كمال الدين على بن النبيه:
طاب الصبوح لنا فهاك وهات ... واشرب هنيئاً يا أخا اللذات
كم ذا التواني والشباب مطاوع ... والدهر سمح من الكاسات
قم فاصطبح من شمس كأسك واغتبق ... بكواكب طلعت من الكاسات
صفراء صافية توقد بردها ... فعجبت للنيران في الجنات
ينسل من قار الظروف حبابها ... وادر مجتلب من الظلمات
وتريك خيط الصبح مفتولا إذا ... صبت من الروواق في الكاسات
عذراء واقعها المزاج أما ترى ... منديل عذرتها بكف سقات
يسعى بها عبل الروادف أهيف ... خنث الشمائل شاطر الحركات
يهوى فتسبقه ذوائب شعره ... ملتفة كأسود الحيات
يدري منازل نيران كئوسه ... ما بين منصرف وآخر آت
وقال الأديب الفاضل الأوحد أمين الدين جوبان القواس:
إذا افتر جنح الليل عن مبسم الفجر ... ولاح به ثغر من الأنجم الزهر
وفاحت لنا من عابق لروض نكهة ... رشفنا به برد الرضاب من الخمر
وعهدي بوجه الأرض مبتسماً فلم ... يغرغر منها الدمع في مقل القدر
إذا أرجف الماء النسيم لوقته ... كساه شعاع الشمس درعا من التبر
وبحر الرياض الخضر بالزهر مزبد ... كأنما في فلك مجلسنا نسر
ومن شهب الكاسات بالنجم نهتدي ... إذا ظل سار العقل في لجة السكر
نصون الحميا بالقناني وإنما ... نصون القناني بالحميا وما ندر
ولما حكى الروواق في العين شكله ... وقد علق العنقود في سالف الدهر
تذكر عهد بالكروم فكله ... عيون على أيام عهد الصبا تجري
عجبت لها والراح تبكي به فلم ... غدت بحباب الكأس باسمة الثغر
إذا ما أتاني كأسها غير مترع ... تحققت عين الشمس في هالة البدر
يناولينها مخطف الخصر أهيف ... فلله ذاك الأهيف المخطف الخصر

نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست