فإنما يؤثر الطبع عند الاتصال لا عند الانفصال والبعد كالنار تحرق القريب لا البعيد فكذلك النجم وجب أن لا يؤثر ولا يعمل شيئا عند البعد وبزعمك ان زحل في السماء السابعة فكيف يعمل بطبعه بمن هو على وجه الارض؟ (دليل آخر) من ذا الذي أوجد الفلك والسيارات أبنفسها وجدت أم بصانع؟ فإن قلت بنفسها فمحال وإن قلت بصانع فذلك ما تقول بأن النجم حادث فيستدعي نجما آخر إلى ما لا يتناهى فإن قيل أنتم تثبتون صانعا وتقولون لا نهاية له وذلك لا يقتضي نفيا. الجواب نحن نثبت صانعا للعالم على خلاف العالم حيا قادرا لا يشبه العالم وأنت تثبت الحوادث بحادث مثله وهو محال وإن قال الفلك قديم بسياراته فمحال لان السيارات تدور والفلك دوّار من حال إلى حال والقديم كيف يتغير لان الصفة الطارئة حادثة والقديم لا أول له وكما أن ذاته لا أول لها فصفاته كذلك. (دليل آخر) نرى جماعة في سفينة يغرقون مع اختلاف طبائعهم فعلمت أن لا فعل للطالع وإن قالوا السيارات أحياء نقول هذا رد للمشاهدة فان النجم هو مضيء لا علم له وهو مسخر لا علم له بما يعقل من الحركة والسكون والسير فأين الحياة والمعرفة. (جواب) ان قلت النجم حي عالم فاعل باختياره فقد ارتفع الخلاف لاني أثبت الصانع الحي العالم القادر الا انك تسميه نجما وإنما