التوبة فان قتل الأولياء والاوصياء والاصفياء لا يكون أعظم من الكفر، والكافر إذا أسلم لا يجوز لعنته فإن وحشيا قتل حمزة رضي الله عنه ثم أسلم فسقطت عنه اللعنة وأما حال يزيد الشقي فلا يتبين انه قتله أو أمر بقتله. فمن قائل انه قتله ومن قائل أنه أمر به وفي التاريخ انه قتل شمرا وشتم ابن زياد فقال لعن الله ابن مرجانة لقد بغضني الى الناس الى يوم القيامة، وكان قتله بسبب هذه الدنيا الميشومة ومدة خلافته ثلاث سنين ولقد ذهب من الدنيا بخزى عظيم وشأن قبيح وقد صدق جرير حيث قال:
وكنت إذا نزلت بدار قوم ... رحلت بخزية وتركت عارا
واعلم أن لعنة إبليس في المعرض الخطر فإنه يقال يوم القيامة: لم لعنته وماذا أردت به وابن آدم مستغن عن هذا لو لزم سعادته فلو لم يلعن إبليس في مدة عمره يقال له لم لم تلعنه ولو لعنه يقال له لم لعنته وما قصدك فيه والاشتغال فيه والاشتغال بالتسبيح أولى، والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا.
(الباب الخامس في الترخيص بالكذب)
أعلم أن الكذب حرام، لكن ان وقعت الحاجة إليه