الشرع المنقول وقضية المعقول ما يستوجب اللزوم والعقاب بتركه وحد النظر هو فكر القلب وتأمله في حال المنظور فيه وأقمت الدليل على أن قاعدة الدين هو النظر لأن المسلمين من لدن آدم عليه الصلاة والسلام الى منقرض العالم اذا نزلت بهم نازلة يرجعون الى النظر والفكر سواء كان في أمر الدين أو الدنيا ويقول بعضهم لبعض انظروا وتفكروا ولا يقولون اسمعوا وتقلدوا خلافا لما يدعيه الباطنية الضلال والملاحدة الجهال وقال تعالى هل عندكم من علم ولم يقل من معلم وقال هاتوا برهانكم ولم يقل معصومكم وبركاتكم وقال اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا ولم يقل يسمعوا وقال عربي مبين ولم يقل حبشي فعرفت أن الدين بالحجة والبرهان دون التقليد الذي هو عصا العميان والعقلاء بقضهم وقضيضهم ينظرون في أمر الدين والدنيا لمعرفة الصالح من الفاسد والسار من الضار فلولا أنه طريق واضح ومنهج لائح لما فزعوا إليه.
فالناس أكيس من أن يمدحوا رجلا ... حتى يروا عنده آثار احسان
فإن قيل يا ناصر الدين وفارس المتقين لقد شفيت علتي وأزحت غلتي فمن الموجب الله تعالى أو رسوله صلّى الله عليه وسلم أو