وأصحها أن الأرض مدوّرة مسيرة خمسمائة عام كأنها نصف كرة مدوّرة فيكون سطحها أرفع ولذلك كانت الجزيرة التي وسط الارض أعلى الارض وأقطارها أعمق وعمق ذلك سبعة آلاف ميل وستمائة وثلاثون ميلا يحيط به البحر الأعظم المسمى أو قيانوس فيه ماء غليظ متين لا يجري فيه المركب وحول هذا البحر جبل قاف خلق من زمرد أخضر وسماء الدنيا مقبية عليه ومنه خضرتها وهذه الأرض قد عمرت من ناحية المشرق الى قريب من نصفها والنصف الآخر مقسوم بنصفين فأحد الربعين يقابل القطب الجنوبي الذي يدور حول سهيل وهذا الربع خراب لا يسكنه خلق ولا يصبر على شدة حرّه أحد والربع الآخر يقابل القطب الشمالي يدور حوله بنات نعش والخلائق كلهم في هذا الربع وهي كالمثلثة لأنها ربع الدائرة والقطبان للفلك كأنهما محوران لدائرة الفلك تدويرتها الثانية أعظم من الاولى وأوسع ويحيط من حولها البحر وحول ذلك البحر جبل قاف الثاني محيط به السماء الثانية مقبية عليه والأرض الثالثة أسفل من الثانية بخمسمائة عام والبحر الثالث محيط بها والسماء الثالثة مقبية عليه وعلى هذا صفة الأرضين السبع فأوسع الأرض سفلاهن وأوسع السماء أعلاهن خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ.