يخلو منها أحد: ظن السوء، والطيرة، والحسد. (فصل) وحقيقة الحسد أن يكون لواحد نعمة فيحب زوال نعمته وهذا حرام لانه كراهية الله سبحانه وهذا دليل خبث الباطن لان نعمته لا تكون لك ولا هي منتقلة إليك، فمحبة زوالها عن صاحبها لا تكون إلا من الخبث أما الغبطة وهي أن تريد أن يكون لك مثل تيك النعمة والدولة والجاه ولا تكره ذلك على صاحبه فلا يكون حسدا بل غبطة ومنافسة، (علاج الحسد) أمران اثنان علمي وعملي. أما العلمي فأن يعلم الرجل الحاسد أن الحسد يضره دنيا وآخرة ومضرّة الحاسد في الدنيا أن يكون مغموما ذا عذاب وحسرة لا يخلو عنه أبد الدهر، فيكون بصفة يهواها عدوّه وخصمه فلا غم ولا هم أعظم من الحسد فأي حمق أعظم من أن يشتغل بقتل نفسه ولا يشعر، وان ظن أحمق أن تزول نعمة المحسود بحسده فالخسارة أيضا ترجع عليه فتزول منه نعمة الايمان بسبب حسد الكفار، وأما مضرة الآخرة فان يعلم ان حسده في قضاء الله وانكاره في قسمة الله وأحب للمسلمين السوء والخسارة وشارك إبليس في استغواء الناس. (فصل) أما الذي ينفع المحسود في الدنيا فهو أن يتمنى طول الدهر أن يرى عدوه في العذاب والحسرة وقد رأى ما أحبه فيه من العذاب الأليم، والكرب العظيم فالذي لم يتيسر له في عسكر قد