خاصة وولاية قابلة للعزل وبعزلها ركض البريد فيعزل في لحظة وتبطل ولايته وتزول حشمته فينحل من هذا. ان صاحب الجاه أبدا في تعب ونصب وقد عرف العقلاء قاطبة شارقة وغاربة ان لو تيسرت مملكة الدنيا والرياسة العظمى لوجدانه لا يهنأ عيشه ولا يصفو عن الكدورات والحوادث ولا يسوي جميع ذلك الفرح واللذة حسرة الفوت فإنه إذا مات تقطع قلبه حسرات وعن قريب لا يبقي الخادم والمخدوم ولا الراكب والمركوب.
ومن يك ذا باب منيع وحاجب ... فعما قليل يهجر الباب حاجبه
فأي قدر لولاية ومملكة في أيام معدودة هي عرضة الزوال والابطال، وأي عاقل يبيع ولاية الآخرة بولاية أيام معدودة. وأما العملي فأمران أحدهما أن يهرب من الموضوع الذي فيه جاهه فيذهب الى موضع لا يعرف ليسلم من عاقبة ذلك والآخر أن يسلك طريق الملامتية فيتعاطى أمرا يسقط من أعين الناس جاهه وحشمته لا على وجه يأكل الحرام ويفعل الزنى والفساد وينهمك في الشهوات كقوم يسمون أنفسهم الملامتية مثال ذلك كان زاهد رباني زاره ملك من الملوك فتعلل باسقاط حرمة نفسه فكان يأكل البقل والسمك بالشره والحرص ففسد اعتقاد الامير فيه وانصرف عن