تعجلوا فإنها معيوبة فقالوا لا بأس فيقول حتى أعلمكم عيبها هي غدارة غرارة وسارقة منغصة لا عهد لها فيقولون لا بأس فيقول حتى أعلمكم ثمنها ان ثمنها ليست الدراهم، لكن ثمنها نصيبكم من الجنة فإني اشتريتها بنصيبي من الجنة ولعنة الابد فيقولون لا بأس فيقول بئست التجارة اذهبوا فقد أحرقتم أنفسكم، وقال الشافعي رضي الله عنه لو أن الدنيا علق يباع في السوق لما اشتريته برغيف لما أعلم فيها من الآفات وصورة الدنيا وحقيقتها تفصح بهذا فقد روى أن غلاما في بني أسرائيل كان ابن ملك فتوفي أبوه وخلف له مالا كثيرا فأنفق الجميع وخرج إلى البادية فأتى على قوم زرعوا زرعا حتى إذا استحصد زرعهم غرقوه ثم مشى فإذا برجل يحاول صخرة ليحملها فثقلت عليه فلم يقدر على حملها فجاء بصخرة ثانية فوضعها عليها فخفت عليه فحملها ثم رأى شاة قد اكتنفها خمسة رجال فرجل راكب عليها وهي راكبة على رجل وآخر قد أخذ بذنبها وآخر قد أخذ بقرنيها وآخر يحلبها، ثم مشى فإذا بكلبه في بطنها جراء يعوون فقال ما أعجب ما رأيت ثم دخل المدينة فإذا شيخ بيده عصا فقال يا شيخ رأيت في طريقي عجائب، قال كيف قال رأيت قوما زرعوا زرعا من صفتهم، كيت، وكيت يزرعون ويغرقون قال هذا مثل أراد الله تعالى أن يريك قوما ما عملوا