بركة فيها البتة وهي أعمار العباد في كل ساعة تنقضي وتنقص حتى تتلاشى.
فالعيش نوم والمنية يقظة ... والمستعز بما لديه الأحمق
غيره
فالعيش حلم والمنية يقظة ... والمرء بينهما خيال ساري
فيجب على العاقل أن يوطن نفسه على مصائبها ولا ينافس في زخارفها ويداري أهلها ويماري قومها.
دنيا تغر فكن منها على حذر ... فالعمر مأوى مخافات وآفات
فإن نالته محنة فيقول ذلك تقدير العزيز العليم، وإن أصابته بلية فيقول سنة الله التي قد خلت في عباده، وإن أحاطت به المكاره فيقول قد بلى فيها الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وأن سليمان أعطى فشكر، وأن أيوب إبتلى فصبر، وأن محمدا صلّى الله عليه وسلم أوذى فغفر. ويعلم أنه مسجون والعافية من السجون عارية والسلامة منه بعيدة والدنيا سجن المؤمن فالأحمق من طلب الرفاهية والعيش في السجن والعافية للمسجون محال والسلامة معدومة. ثم إن ابتليت