أيضا أنه لو لم يجز ذبح البهائم لكان عيش الآدمي منغصا مكدرا ولم يهنأ وما انتظم نظام، ولا حصل بقاء العالم لان بقاءه ببقاء الآدمي وبقاء الآدمي بالقوت كما قيل: قوتك قوّتك فما يكون له قوت وغذاء يكون حلالا ويدل عليه أن معظم معيشة الدنيا جلود الانعام وشعورها فان السرج والانطاع والمخاد والاخبية والخفاف وآلات الحرب من الفراء والصوف فلو كان حراما لاختل عيشهم لان بانعدام هذا انعدام صلاح العالم وأيضا فلو منع الآدمي من أكل اللحم لعدم طيباته في هذه الدنيا وتضعف قواه ويعجز عن الصلاة والصيام. (فرع) إذا كان يوم القيامة يحشر الله جميع البهائم والوحوش والطيور في أصح القولين حتى يعتبروا من فضائح الآدميين وسوء أعمالهم وفي القول الثاني لا يحييهم الله إذ لا فائدة في احيائها وبعثها فإنها غير مكلفة وحشرها موتها. (لطيفة) لو قال قائل لا يحيى الله الموتى يكفر ولو قال لا يحيى الله الوحوش والحشرات لا يكفر بل يكون فاسقا لان ذلك قطع وهذا ثبت باخبار الآحاد.
(الباب الثاني عشر في مستحقي الأموال واستحقاق الغنيمة)
إعلم أن المال المأخوذ من الكفار المجتمع عند الولاة ثلاثة