فلعنة الله على الظالمين (الثامنة) أن يكون مشتاقا متعطشا إلى لقاء العلماء ومخالطتهم ويكون حريصا على استماع كلامهم والتبرك بأقوالهم ونعني بالعلماء الذين يخافون من الله تعالى وينصحون عباد الله تعالى منهم شقيق البلخي دخل على هارون الرشيد فقال: عظني فقال: إن الله تبارك وتعالى أجلسك مجلس الصديق ويريد منك الصدق وأقامك مقام الفاروق ويريد منك العدل والفرق بين الحق والباطل وأجلسك مجلس ذى النورين ويريد منك الحياء وأجلسك مجلس علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويطلب منك العدل والعلم، فقال: زدني، فقال: إن لله تبارك وتعالى دارا يقال لها الجحيم وأنت بواب تلك الدار وأعطاك ثلاثة أشياء مال بيت المال وسوطا وسيفا وقال لك أيها العبد المأمور ادفع الخلق عن هذه الدار بهذه الأشياء فمن جاءك من المحتاجين فلا تبخل عليه ومن لم يطع الله تبارك وتعالى وخالف أمره فأدّبه بهذا السوط ومن قتل أحدا بغير حق فاقتص منه بهذا السيف قال: زدني، قال: أنت البحر وهم الأنهار إن صفوت صفوا وإن كدرت كدروا (التاسعة) أن يأخذ على أيدي الظالمين، لا يظلم ولا يمكن أحدا من الظلم من عماله ونوابه ولا يرضى بظلمهم فإنه مسؤول عن ظلمهم وهم لا يسألون عن ظلمه، ومن أشقى من أحد يبيع آخرته بدنيا غيرهم يكتسبون