الله تعالى فليس ذلك بكيّ وسئل بعض العلماء لماذا أمر بكيّ ثلاثة مواضع، فقال يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ
قال لأنهم لما قيل لهم لم بخلتم بالزكاة قالوا إنها وجهنا فنضن بها ليتبقى لنا ماء الوجه قال الله تعالى فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ
كي يذهب بشاشتها وماءها في الوقت، ثم قال وَجُنُوبُهُمْ
لقولهم المال للرجل ظهر فمن لا مال له لا ظهر له. فيقال للبخيل هذا مالك الذي كنت تبخل به فيكون لك كيات، وقال النبي صلّى الله عليه وسلم: لما خلق الله تعالى الإيمان قال إلهي قوني فقواه بحسن الخلق ثم خلق الكفر، قال إلهي قوني فقواه بالبخل ثم خلق الجنة ثم قال (يا ملائكتي السخي قريب مني قريب من ملائكتي قريب من جنتي بعيد من النار) وقال عليه السلام: والذي نفسي بيده لفاسق سخي أحب إلى الله تعالى من مسلم بخيل وفي الحديث أن بني اسرائيل سألوا موسى عليه السلام فقالوا: سل ربك متى يرضى عنا ومتى يسخط علينا؟ فأوحى الله تعالى إليه إني إذا أنزلت الغيث في زمانه وأمرت عليكم خياركم وجعلت مالكم عند سمحائكم فإني عنكم راض وإذا أنزلت الغيث في غير أوانه وأمّرت عليكم شراركم وجعلت أموالكم عند بخلائكم فأنا عليكم ساخط، فنسأل الله تعالى الرضا.