وحمله إلى أبي غسان بن عباد وأجلسه في ناحية من الدار.
وقص على أبي غسان القصة وكان رجلا كريما مفضالا جوادا قال أوه قد أحرقت كبدي أين الرجل أيها القاضي قد أحزنتني فهناك خمسة آلاف درهم عجل بها إليه ليصرفها إلى وجه النفقة والعمارة وأخبره أنني ما دمت حيا فنفقته وكفايته عليّ فأخبر القاضي أبو حسان الرجل ففرح بذلك فرأى القاضي تلك الليلة في المنام أن ملكا أخذ بيده وأدخله الجنة وأراه قصرا عجيبا مكللا بالدر والياقوت ووراءه قصر أحسن منه، فقال له الملك يا أبا حسان ان الله تعالى خلق هذا القصر وأسسه من ياقوت أحمر لأجلك بسبب سعيك في أمر ذلك الفقير وادخال السرور في قلبه وخلق ذلك القصر باسم أبي غسان واحسانه الذي صنع مع ذلك الرجل. فليعلم أن ادخال السرور في قلب الرجل المسلم من أعظم العبادات وإقامة الكرم والإحسان من شيم أهل المروآت طوبى لمن جرت على يديه الأمور الصالحات.
(الباب التاسع في مكارم الأخلاق)
قال النبي صلّى الله عليه وسلم: مكارم الأخلاق عشرة تكون في الرجل ولا تكون في ابنه وتكون في الابن ولا تكون في أبيه، وتكون في العبد ولا تكون في السيد، ويقسمها لمن أراد به