ولا معصوم فنظروا وتفكروا من قبل أنفسهم فعرفوا الله سبحانه وآمنوا به وان لم يروا نبيا قط وقالت الملاحدة لعنهم الله لا يتصور ذلك وان عمروا ألف سنة ونظروا ألف سنة لأن المعرفة عندهم سمعية تتلقى من النبي أو الامام المعصوم وهذا خزي من قائله قاتلهم الله أنى يؤفكون. كتاب أحكام النبوة
وفيه أحد عشر بابا
(الباب الأول في تفسير النبوة)
اعلم أن النبوة ليست بمكتسبة ولا هي صفة النبي صلّى الله عليه وسلم وليست بجسم فيوضع على الطبق وأما تفسير النبوة فمعناها تعلق خطاب الله تعالى بشخص أن يقول له أنت رسول وقد بعثتك الى أمة كذا لتدعوهم الى كذا فحينئذ ثبتت رسالته ويجب على الخلق طاعته ولا يتعلق هذا بكسب بشر ولا يحصل بجهد آدمي ولو أنفق عمره في الرياضة وأذاب مهجته فيها فليت شعري ما عمل عيسى في المهد حين قال إني عبد الله وما فعل خليل الله في صباه حين قال إني وجهت وجهي وماذا كسب آدم صلّى الله عليه وسلم ببديع فطرته حين قال من تراب ثم اصطفاه واجتباه واخوة يوسف مع ما فعلوا مع يوسف خصوا بالنبوة وموسى صلّى الله عليه وسلم كان يرعى لشعيب الغنم فأعطاه الله النبوة هيهات هيهات لا كسب ولا رياضة ولا جهد ولا