ولم يقل للذين يشربون الخمر ويزنون ويضيعون الصلاة ويمنعون الزكاة ثم الغفور الرحيم أمر بقطع يد قيمتها خمسمائة دينار بربع دينار فما يؤمنك أن يعذبك في النار بسبب الكبائر فان كنت تصدقه في غفران الذنوب فلم لا تصدقه في باب الرزق وقد قسم ذلك فلزمك أن تغلق باب الحانوت وتجلس في حضن أمك فيأتيك رزقك ولا تشتغل بالتجارة والحراثة وطلب الرزق فانه كريم يبعث اليك رزقك ودراهمك من ظهر البيوت فان لم تؤمن بالكرم فلم لا تؤمن بقوله وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى
فمثال العوام مثال رجل يشتهي الولد وجلس يسترزق الله الولد ولا يتزوج ولا ينكح، أو يطمع في الربح من غير رأس مال وتجارة فيكون أحمق أبله، فالنكتة فيه أن من ألقى البذر في الارض وجلس يتوكل على الله في دفع الآفات عنه ووصول الريع اليه يكون كيسا عاقلا ومن أمسك البذر في بيته وجلس في بيته ويطمع بوصول الغلات اليه فهو الاحمق المأيوس من عقله كذلك من أطاع الله ورسوله وحفظ حدود الله وانتهى عما حرم الله عليه فهو العاقل السابق ومن لا يفعل ذلك وأتبع نفسه مناها فلا يحزنك دم أهرقه أهله والله أعلم بالصواب وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.