والسلطنة تلو الخلافة وأخوها والخلافة تلو النبوة ولا قوام للدين إلا بإمام مطاع يقيم الحدود يؤمن السبل ويستوفي الحقوق ويوصلها إلى مستحقيها والخلافة واجبة شرعا. وقال قوم واجبة عقلا؛ والسلطنة والإمامة قد تكون من فروض الكفاية وقد تتعين في بعض المواضع فتتقدم على نوافل العبادات، والسيف والقلم توأمان وهما رضيعا لبان وفرسا رهان لا قوام لأحدهما إلا بالآخر فمن أطاع السلطان فقد أطاع الله ومن أهانه فقد أهان الله، عرفه من عرفه وجهله من جهله. والله تعالى أعلم.
(الباب الثالث في خطر السلطان)
قال النبي صلّى الله عليه وسلم: يؤتى بالوالي يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه حتى يبطح على جسر جهنم فإن كان أطاع الله تعالى في حكمه رفعته الملائكة بناصيته إلى منابر من نور تحت العرش فيشفع في اثنين وسبعين من أهل بيته وإن كان عصى الله تعالى في حكمه انحرف به ذلك الجسر حتى يهوي في نار جهنم سبعين خريفا حتى يكون في جب قد حمي منذ خلق الله السموات والأرض فيه حيات وعقارب كأمثال البخت العظام في ناب كل حية وفقار كل عقرب ثلاثمائة قلة من السم وستون قلة. لو أن قلة وضعت على الدنيا لذابت كما يذوب