ساعة بمعصية ستين سنة فكيف حال من ظلم جميع عمره ويل له قال الله تبارك وتعالى وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ
قال الحسن رحمه الله: هذا لمن طفف المكيال والميزان فما ظنك بمن أخذ ماله وأخرب داره وأوجع ظهره فيا معشر الظالمين الإعتبار ويا معشر الخاسرين الإعتذار. قال بعض أهل التجارب: الملك إذا أحسن النية ونوى العدل يظهر ذلك في مملكته فيمكث الرخص والسعر، وإن نوى الظلم فقد جاء القحط والغلاء والبلاء في بلاده. وقال بعض العلماء: الزرع من وقت البذر إلى أول الحصاد أو ان ثمانين آفة وأعظم آفة فيها جور الولاة، قيل من قتل أربعين حيوانا قسا قلبه فما ظنك بمن قتل أربعين مسلما بل أربعمائة (وههنا دقيقة) وهي أن القتل الحكمي أشد وأصعب على الآدمي من القتل الحسي فمن قتل ساعة فيألم ساعة ويستريح. ومن أوجع ظهره وسلب ماله وأيتم أولاده وأفقر بعد الغنى وأذل بعد العز فقد قتل قتلات وله في كل نفس حسرات، وفي الخبر أيما وال مات على نية الظلم حرم الله تعالى عليه الجنة وينادي مناد يوم القيامة يا رعاة السوء أمرتكم بنصرة المظلوم ودفع الظلوم وإشاعة العدل فأفقرتم الأغنياء وضيعتم الفقراء والمظلومين وجمعتم الدراهم والدنانير وعزتي وجلالي لانتقمن منكم اليوم فويل لمن شفعاؤه خصماؤه. قال فضيل بن عياض عمارة العالم بأربعة