أحبوا اقتصوا وإن أحبوا أخذوا الفدية لأن المأمور اعتقد أنه يقتله بالحق والظاهر أنه لا يأمر إلا بالحق فأما إن أكرهه وقال إن لم يقتله وإلا قتلتك أو آخذ جميع أموالك فامتثل أمره وقتله فلا خلاف أن القاتل المباشر للقتل قد فسق وعليه الكفارة، وفي القود قولان على المكره دون المكره وفي قول عليهما جميعا وحكم الوزير والرئيس والسلطان في المسألة سواء فاستمسك بها فلهذه المعاني كره عمل السلطان والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(الباب الرابع عشر في كراهية عمل السلطان)
قال النبي صلّى الله عليه وسلم: أقرب الناس من السلطان أبعدهم من الله تعالى، وأراد به إذا رضي بفعل الجور والظلم وقال: من أرضى سلطانا بما يسخط الله تعالى خرج من دين الله تعالى.
قال سبحانه وتعالى وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ
أي لا ترضوا أعمالهم. وقال من استعان بفاجر فقد خان الله تعالى ورسوله ويقال كن ذنبا ولا تكن رأسا فكم من رأس قطع قبل أن يقطع الذنب، والسلطان سوق ما ينفق عنده أتى به الناس والناس على دين الملك إلا القليل فليكن للدين والبر والمروءة عنده نفق؛ مثل صاحب السلطان مثل راكب الأسد تهابه الناس وهو لمركبه أهيب. ويقال