اشتهر بالعدل آنسته القلوب وأحبته الرعية فإذا أحبته أطاعته وخدمته والطاعة توجب المؤانسة، والمؤانسة توجب بذل الروح في هواه، ويصير العدو مقموعا، وإياك والبخل فإن شر خصال الملوك البخل، فالملك إذا كان بخيلا يطمع في أموال الرعية ويدنس عرض نفسه بالأشياء الخسيسة فيظهر خسة نفسه فتسقط حشمته ويبطل وقاره في أعين الناس فليجالس الأكابر والعلماء ليعظم وقعه في القلوب لأنه علم بين الرعية وتمتد إليه العيون فإن صلح صلحت رعيته، وإن فسد فسدت رعيته واعلم أن كمال الملك أن يخافه أهل الجرائم ويأمن منه أهل السلامة، وإياك أن تستحقر العدو وإن فسدت رعيته، واعلم أن كمال الملك أن يخافه أهل الجرائم ويأمن منه أهل السلامة وإياك أن تستحقر العدو وتستصغر الغائب وإن كان حقيرا في نفسه فإن الأمور تبدو صغيرة ثم تكبر والغيث ينزل قطرة قطرة، ثم تكون منه السيول ولا تكونن أسير الشهوة، فإن ذلك من خاصة الخنازير والسباع، ولا يخالف قوله وعده فيصبح كذابا والكذاب لا يصلح أن يكون ملكا واعلم أن الدنيا دول يوم لك ويوم عليك.
فيوم علينا ويوم لنا ... ويوم نساء ويوم نسر