وتخلق الجديد وتدرس الجميل وتأتي على كل شيء الا على الذكر الجميل والمحبة القديمة وثناء فائح ودعاء صالح وعدل شائع فإنه يبقى مدى الأيام تزود من الذكر الجميل فإنه سيبقى وما فوق التراب تراب.
(الباب الثاني عشر فيما يختص بعقوبته)
اعلم يا علم الوزراء وطراز الرؤساء وصاحب العزة القعساء والدولة الشماء أدام الله أيامك ما رفعت يد بالدعاء أن خطر الوزارة عظيم وخمارها صعب شديد فإن السلطان مسؤول عما يفعله هو بنفسه وعما يفعله نوابه والوزير غدا مسؤول عن عدل نفسه وعدل نوابه وعدل ما ملكت يمينه أن خيرا فخير وإن شرا فشر وبالجملة هو مأخوذ بفعل الغير.
قال الله عز وجل لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ
وقد قال جهابذة العلماء في تفسير قول الله تبارك وتعالى وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى
يعني لا تزر وازرة طوعا واختيارا ولكن تحمل عليه قهرا واقتسارا فإذا ظلم نوابه فهو مأخوذ بظلمهم لأنه ولاهم على رقاب العباد وعلم أنهم يظلمون الناس بغير الحق فلم يمنعهم فكأنه رضي بفعلهم والرضا بالظلم ظلم والرضا بالفسق فسق والرضا بالكفر كفر، فمن تغافل وسكت بعد العلم بذلك فقد