في أثر فجدع أنفه فسار مستقبلا بشمر على عشر منازل من الصين وقال أتيتك مستجيرا، قال ممن قال من ملك الصين كنت من خاصته فاجمعوا لمحاربتك وخالفتهم في ذلك وأشرت عليهم بأداء الخراج فاتهمني وقال مالأت ملك العرب ففعل بي ما ترى فهربت فأكرمه ووعده خيرا فلما أراد أن يرتحل قال عليك بالطريق، قال أعلم الناس، وبيننا وبين الماء مسيرة ثلاثة أيام فأمر الجنود أن لا يحملوا الماء إلا لثلاثة أيام ثم سار بجنوده وأمامه الرجل فلما كان الرابع انقطع الماء فقال ويحك أين الماء، قال لا ماء فيها وإنما كان مكرا مني لأدفعك عن ملكنا وأقيهم بنفسي فضرب عنقه وعطش عطشا شديدا والمنجمون قالوا له أنه يموت بين جبلي حديد فوضع درقته تحت قدميه من حر الرمصاء وترسا حديدا فوق رأسه، وقال لقومه تفرقوا حيث شئتم وأحببتم ثم مات هو وجميع عسكره ولم يبق منهم مخبر.
(الباب السادس في نسخة كتاب اسكندر إلى دارا ابن دارا)
من الإسكندر الفيلسوف إلى دارا ابن دارا سلام الله على أهل طاعته والمتمسكين بدين الله المجتهدين بأنفسهم في عبادة الله أما بعد فإني أدعوك إلى توحيد الله والإقرار