والثانية رجل كان عندنا يتعاطى الصيد وله بغلة دهماء يصطاد عليها فخرج يوم جمعة فقيل له ويحك يوم الجمعة يوم عيد وراحة فخالف وخرج فخسف به فرأيت أذني بغلته في الأرض. والثالثة رأيت شابا يلزم المسجد فأحببت أن أسأله من أين تكون معيشته فجئت فرأيته يصلي في المسجد حتى صلى العشاء ثم خرج فتبعته فجاء إلى باب المدينة وقد أغلق فانفتح له فخرج فإذا معه شجرة بلوط فجعل يأكل منها فقلت: السلام عليكم فقال لي: وعليكم السلام فقال لي: أبو عمرو!؟ فقلت: نعم فقال لي: هاك ثم رمى لي رطبا ثم مر فلم أره.
(الباب الثالث في عجائب المدن الستة التي ببابل)
الأولى حوض إذا أراد الملك يجمعهم لطعامه أتى من أحب منهم بما أحب من الأشربة فصب في الحوض فيختلط جميعا ثم يتقدم صاحب السقاية فيأخذ الأواني فمن صب من إنائه شيئا في الحوض جاء شرابه الذي جاء به. الثانية طبل إذا غاب من العشيرة غائب وأرادوا أن يعرفوا حاله أحي هو أم ميت ضربوا الطبل فإن كان حيا صوت الطبل وإن كان ميتا لم يصوت. الثالثة مرآة من حديد فإذا غاب الرجل في مكان وأرادوا أن يعلموا مكانه وكيف هو نظروا فيها