ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يحفظه ويرزقه قالوا بلى قال فهل يملك عيسى من ذلك شيئا قالوا لا قال فإن ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء وربنا لا يأكل ولا يشرب ولا يموت قال ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ثم وضعته ثم غذي كما يغذى الصبي ثم كان يطعم ويسقى ويحدث قالوا بلى قال فكيف يكون هذا كما زعمتم أنه إله وأنه ابن الله فانقطعوا لعنهم الله.
(الباب الثاني في حمق النصارى)
اعلم وفقك الله سبحانه أنه ليس على بسيط الأرض أحمق ولا أجهل ولا أكفر من النصارى، قال عيسى عليه السلام إني عبد الله آتاني الكتاب وهم يقولون كذبت بل أنت ابن الله، رضي الخصمان وأبى القاضي، وهذا كقول أخوانهم من الروافض حيث قالوا خير الناس بعد رسول الله علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وقد سئل أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه من خير الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال أبو بكر ثم عمر ثم عثمان فقال الروافض كذبت أنت خير الناس فقد كذبوه ثم يدعون محبته وهذا خزي ونكال ثم العجب من النصارى الضلال والإفرنج الكفرة يزعمون أن عيسى بن الله أو أنه الله تعالى، تعالى الله عما يقولون ثم قالوا إن اليهود أسروه