أن يصح ثم العجب ممن لا يجوز الكرامات على الأولياء والكرامة نعمة من الله وقد علمنا أنه فعل مع وليه أكثر من هذا وهو نعمة الاسلام والطاعة وهذا أعلى منزلة في العقل من الكرامة. فان قالوا ما الفرق بينها وبين المعجزة؟
الجواب اختلف أهل السنة فيها. فمنهم من قال لا فرق بينهما الا في شيء واحد وهو أن الرسول يدعي ذلك فتظهر عند دعواه مقترنة بها بل الاعجاز فيها والدعوى بغيرها خطأ ومعصية. (فرق أول) النبي مأمون العاقبة من سلب الايمان والاسلام والولي ليس بمأمون. (فرق آخر) لا يجوز أن تكون الكرامة معتادة أبدا. (فرق آخر) وهو الصحيح وذلك ان الكرامة تختص بحال الولي من نفعه وضرره وما يحتاج إليه ولا يؤدي الى فساد في الخلق والمعجزة يجب أن تكون غير معتادة وعلى غاية ما يجوز أن يكون ظاهرا مكشوفا مقترنا بالدعوى ولا تؤدي الى فتنة.
كتاب الغرائب
وفيه عشرة أبواب
(الباب الأول في ماهية الروح)
اعلم يا علم الرؤساء وصدر الوزراء حقيقة لا مجازا ان هذه المسألة من مجازات العقول ضل فيها علماء ولا يعرفها الا محقق عالم ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم والناس قد تكلموا