تتعلق بالعقل وتشتبه على الناس مثل البلادة والكياسة والتجربة والاستعمال. فهذه لا تعقل لها بالعقل بل يرجع الى دوام التجربة لأن العقل في حصول العلم به مثل آلة والعمل بذلك الآلة هو التجربة والنظر في وجوه الدليل وهذا يتعلق بكسب الآدمي فهذه متفاوتة جدا فعرفت أن أصل العقل لا يتفاوت وأوصاف أخر يطلق عليها اسم العقل مجازا واستعارة ذلك تتفاوت ويخرج عن هذه القاعدة جميع أسئلة الخصم ان عقل الملك والرسول مستويان متماثلان وتفاوت العقول يرجع الى التجربة والاستعمال. ولذلك تأول الخبر خلق الله العقل ألف جزء يعني استعمال العقل فأحدهم يكون دراكا فطنا وآخر يكون صلدا بليدا. ففي هذا يتفاوتون قوله الأنبياء عرفوا بخاصية عقولهم معجزات (قلنا) يا ملاحدة قد بينا ان العقل لا يتفاوت وان سلمنا جدلا فلم يكن رجل منذ خمسمائة وأربعين سنة يعرف خاصية سلك المعجزة فيدعيها مع كثرة عددكم وشدة وثوبكم على ابطال الحجج فان اليونانيين يقولون النبوة طريقها الرياضة والكسب فلم يكن أحد راض نفسه وهذبها وزكاها حتى بلغ منتهاها قاتلهم الله أنى يؤفكون فحجتنا القرآن فهلموا فعارضوا القرآن يا أخابث بني الزمان ولا يقدرون على ذلك ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.