responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملامح يونانية في الأدب العربي نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 70
ثعلب والثمر المشتهى عناقيد من العنب [1] ، ومن صور هذا المثل في العربية [2] :
أيها العاتب سلمى ... أنت عندي كثعاله
رام عنقودا فلما ... أبصر العنقود طاله
قال هذا حامض ... لما رأى ألا يناله وهي على الأغلب مستمدة من قصة إيسوب، ومما يلفت النظر أن المثل في العربية العامية يتجاوز عن ذكر الحيوان، ويرد على النحو الآتي: عنقود مدلى في الهوا، من لا يصل إليه يقول: حامض ما استوى [3] .
فهذه الأمثلة الثلاثة تدل على أن خرافات إيسوب ذات أصول موغلة في القدم، وأن منها ما هو مشرقي في أصله وليس نتاجا يونانيا خالصا، وأن التلاقي بين آداب الشرق والغرب؟ وخاصة في هذا المجال - كان أوسع نطاقا. ويذكر كلمنت الإسكندري أن ديموقريطس خلال رحلاته في المشرق اقتبس من أقوال أحيقار وضمنها كتاباته الأخلاقية، وقد كان الباحثون في مطلع هذا القرن يميلون إلى استبعاد هذه الرواية، ولكن الشهرستاني أورد ثلاث حكم لديموقريطس موجودة في نصائح أحيقار [4] ، كما أن في الأدب اليوناني حكما أخرى تبدو مستمدة من أحيقار نفسه، مما يؤكد هذا التلاقي [5] .
فإذا عدنا إلى البحث عن العلاقة بين خرافات الجاهلين على ألسنة الحيوانات وبين أساطير إيسوب، وجدنا خرافات الجاهلية من هذا المنطلق تسير في نوعين متوازيين

[1] دالي رقم: 15، ص: 100 وبابريوس رقم: 19 ص: 31 وفايدرس، الكتاب الرابع رقم: 3،ص: 303.
[2] الدرة الفاخرة: 319 ومحاضرات الراغب 2: 416 والتمثيل والمحاضرة: 358 والمستقصى 1: 235 والميداني 1: 336.
[3] المستطرف 1: 51.
[4] هي قوله: لا تطمع أحدا أن يطأ عقبك اليوم فيطأك غدا، وقوله: لا تكن حلوا جدا لئلا تبلغ ولا مرا جدا لئلا تلفظ، وقوله: ذنب الكلب يكسب له الطعام وفمه يكسب له الضرب (الملل 2: 171) وتنسب لغيره من حكماء اليونان، انظر المبشر: 297، 302، 199.
[5] شتروماير: 467 - 468، وانظر منتخب الصوان: 4 حيث يرد ذكر لعلاقة بين لقمان وانبذوقليس، وهو أمر يومىء إلى الإحساس بوجود لقاء ثقافي مستمر بين الشرق والغرب.
نام کتاب : ملامح يونانية في الأدب العربي نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست