responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملامح يونانية في الأدب العربي نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 73
الأستاذ عبد المجيد عابدين يعدها من الخرافات التي تعود إلى أصل إسرائيلي [1] ، مع أنها بابلية في نسبتها، ولكن رواية وهب بن منبه لها تدل على دور المثقفين بالثقافة اليهودية أو المسيحية في إشاعة هذا اللون من الخرافات قبل الإسلام وبعده، في البيئة العربية والإسلامية، ولهذه الخرافة نظائر أخرى لا حاجة بنا إلى إيرادها [2] .
ومن هذا النوع ذي الصلة الوثيقة بالمؤثرات الخارجية خرافات نجدها عند إيسوب، وإن لم يكن من الضروري أن تعود في الأصل إلى البيئة اليونانية، ومن أقدم هذه الصور المشتركة قصة الرجل والحية، وهي ذات جذور عميقة في الأدب الجاهلي [3] حتى لنجدها مسرودة في قصيدة تنسب للنابغة الذبياني، يقول فيها [4] :
وإني لألقى من ذوي الضغن منهم ... وما أصبحت تشكو من الوجد ساهره
كما لقيت ذات الصفا من حليفها ... وما انفكت الأمثال في الناس سائره
فقالت له أدعوك للعقل وافيا ... ولا تغشيني منك بالظلم بادره
فواثقها بالله حين تراضيا ... فكانت تديه المال غبا وظاهره
فلما توفى العقل إلا أقله ... وجارت به نفس عن الخير جائره
تذكر أنى يجعل الله جنة ... فيصبح ذا مال ويقتل واتره
فلما رأى أن ثمر الله ماله ... وأثل موجودا وسد مفاقره
أكب على فأس يحد غرابها ... مذكرة من المعاول باتره
فقام لها من فوق حجر مشيد ... ليقتلها أو تخطى الكف بادره
فلما وقاها الله ضربة فأسه ... وللبر عين لا تغمض ناظره
تندم لما فاته الذحل عندها ... وكانت له إذ خاس بالعهد قاهره

[1] الأمثال في النثر العربي: 82 - 83.
[2] انظر الحيوان 5: 238 - 239 والعقد 3: 68.
[3] انظر أمثال الضبي: 84 - 85 والميداني 2: 61 والدميري 1: 254.
[4] ديوان النابغة: 131 - 135 (تحقيق محمد الطاهر بن عاشور) والمصادر المذكورة في الحاشية السابقة.
نام کتاب : ملامح يونانية في الأدب العربي نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست