نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 127
[مساحتها وأبعادها]
قال المسعودي [1] : بلاد الأندلس تكون مسرة عمائرها ومدنها نحو شهرين، ولهم من المدن الموصوفة نحوٍ من أربعين مدينةٍ، انتهى باختصار.
ونحوه لابن اليسع [2] إذ قال: طولها من أربونة إلى أشبونة [3] وهو قطع ستين يوماً للفارس المجدّ، وانتقد بأمرين: أحدهما أنّه يقتضي أن أربونة داخلةٌ في جزيرة الأندلس، والصحيح أنها خارجةٌ عنها، والثاني أن قوله: " ستين يوماً للفارس المجدّ " إعياءٌ وإفراطٌ، وقد قال جماعة: إنّها شهرٌ ونصف.
قال ابن سعيدٍ: وهذا يقرب إذا لم يكن للفارس المجدّ، والصحيح ما نص عليه الشريف [4] من أنها مسيرة شهرٍ، وكذا قال الحجاري [5] ، وقد سألت المسافرين المحققين عن ذلك فعملوا حساباً بالمراحل الجيدة أفضى إلى نحو شهرٍ بنيفٍ قليلٍ.
قال الحجاري في موضع من كتابه: إن طول الأندلس من الحاجز إلى أشبونة ألف ميلٍ ونيفٍ؛ انتهى.
وبالجملة فالمراد التقريب من غير مشاححة، كما قاله ابن سعيدٍ، وأطال في ذلك، ثم قال بعد كلامٍ: ومسافة الحاجز الذي بين بحر الزّقاق والبحر المحيط أربعون ميلاً، وهذا عرض الأندلس عند رأسها من جهة الشرق، ولقلّته سميت [1] راجع مروج الذهب 1: 162. [2] ابن اليسع: اليسع بن عيسى بن اليسع أبو يحيى صاحب كتاب المعرب في آداب المغرب كتبه بمصر للسلطان صلاح الدين الأيوبي (راجع المغرب 2: 88 والحاشية) . [3] أربونة (Narbonne) آخر ما استولى عليه العرب من جهة الساحل الأندلسي الشرقي، وأشبونة هي التي تسمى اليوم لشبونة (Lisbon) أو ليسبوا عاصمة البرتغال. [4] يعني الشريف الإدريسي مؤلف كتاب " نزهة المشتاق " لرجار، ملك صقلية. [5] صاحب كتاب " المسهب في فضائل المغرب " ألفه لبني سعيد، وهو أبو محمد عبد الله بن إبراهيم وعلى أساس كتابه ألف المغرب. (انظر ترجمته في المغرب 2: 35) .
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 127