responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 326
الأعنة وأطلقت، وراجعت العقائل التي طلّقت، حتى لم يبق من الكتاب إلاّ الحاشية، ولا من الليل إلاّ الناشية، وسقطت الغاشية، وأخلدت الفئة المتلاشية، وتقلّصت الظلال الفاشية، إلا أن الله تدارك بقوم رجّح من سلفنا أثبتوا في مستنقع الموت [1] أقدامهم، وأخلصوا لله بأسهم وإقدامهم، ووصلوا سيوفهم الباترة (2) بخطاهم، وأعطاهم منشور العزّ من أعطاهم، حين تعين الدين وتحيز، وأشتد بالمدافعة وتميز، وعادت الحروب سجالاً، وعلم الروم أن لله رجالاً، وقد أوفد جدّنا - رضي الله عنه - على أبواب سلفكم من وقائعه في العدوّ كل مبشّرة، ووجودية منتشرة، ضحكت لها ثغور الثغور، وسرت بها في الأعطاف حميّا السرور، وكانت المراجعة عنها شفاء للصدور، وتمائم في الدور [3] ، وخفراً في وجوه البدور، فإن ذمام الإسلام موصول، وفروعه تجمعها في الله أصول، وما أقرب الحزن ممّن داره صول [4] ، والملّة - والمنّة لله - واحدة، والنفوس لا منكرة للحق ولا جاحدة، والأقدار معروفة، والآمال إلى ما يوصل إلى الله مصروفة، فإذا لم يكن الاستدعاء، أمكن الدعاء، والخواطر فعّالة، والكل على الله عالة، والدين غريب والغريب يحنّ إلى أهله، والمرء كثير بأخيه على بعد محله.
انتهى المقصود من المخاطبة ممّا يتعلّق بهذا الباب، والله سبحانه وتعالى الموفّق للصواب، وإليه المرجع والمآب (5) .

[1] ك: الحرب؛ وهو من قول أبي تمام:
فأثبت في مستنقع الموت رجله ... وقال لها من تحت أخمصك الحشر (2) ك: البارقة.
[3] ك: في درر النحور.
[4] من قول الحماسي:
ما أقدر الله أن يدني على شحط ... من داره الحزن ممن داره صول (5) وإليه ... والمآب: سقطت من ك.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست