نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 485
وخيران العامري الصّقلبي صاحب المرية، وانضاف إليهم جمعٌ من الفرنج، وتأهّب القاسم والبرابرة للقائهم، فكان من الاتفاق العجيب أن فسدت نيّة منذر وخيران على المرتضى، وقالا: أرانا في الأوّل وجهاً ليس بالوجه الذي نراه حين اجتمع إليه الجم الغفير، وهذا ماكر غير صافي النيّة، فكتب خيران إلى ابن زيري الصّنهاجي المتغلب على غرناطة - وهو داهية البربر - وضمن له أنّه متى قطع الطريق على المرتضى عند اجتيازه عليه إلى قرطبة خذّل عن نصرته الموالي العامريين أعداء المروانيين وأصحاب رياسة الثغور، فأصغى ابن زيري إلى ذلك، وكتب المرتضى إلى ابن زيري يدعوه لطاعته، فقلب الكتاب، وكتب في ظهره " قل يا أيّها الكافرون - السورة " فأرسل إليه كتاباً ثانياً يقول فيه: قد جئتك بجميع أبطال الأندلس وبالفرنج، فماذا تصنع؟ وختم الكتاب بهذا البيت:
إن كنت منّا أبشر بخير ... أو لا فأيقن بكل شرّ فأمر الكاتب أن يحوّل الكتاب ويكتب على ظهره " ألهاكم التكاثر - السورة " فازداد حنقه، وحمله الغيظ إلى أن ترك السير إلى حضرة الإمامة قرطبة، وعدل إلى محاربته، وهو يرى أنّه يصطمله في ساعة من نهار، ودامت الحرب أياماً، وأرسل ابن زيري إلى خيران يستنجزه وعده، فأجابه: إنّما توقّفت حتى أرى مقدار حربنا وصبرنا، ولو كنّا ببواطننا معه، ما ثبت جمعك لنا، ونحن ننهزم عنه ونخذله في غد.
ولمّا كان من الغد رأى أعلام خيران وأعلام منذر وأصحاب الثغور قد ولّت عنه، فسقط في يد المرتضى، وثبت حتى كادوا يأخذونه، واستحرّ القتل، وصرع كثير من أصحابه، فلمّا خاف القبض عليه ولّى، فوضع خيران عيوناً فلحقوه بقرب وادي آش وقد جاوز بلاد البربر وأمن على نفسه، فهجموا عليه، فقتلوه وجاؤوا برأسه إلى المرية، وقد حل بها خيران ومنذر
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 485