responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 489
فبشر اسمه، وكتب اسم المستظهر وركب إلى القصر، وحمل معه ابني عمّه المذكورين فحسبهما، وكان قد رفع جماعة من الأتباع ذهب بهم العجب كل مذهب، كأبي عامر ابن شهيد المنهمك [1] في بطالته، وأبي محمد ابن حزم المشهور بالرد على العلماء في مقالته، وابن عمّه عبد الوهاب بن حزم الغزل المترف في حالته، فأحقد بذلك مشايخ الوزراء والأكابر، وبادر المستظهر باصطناع البرابر، وأكرم مثواهم، وأحسن مأواهم، واشتغل مع ابن شهيد وابني حزم بالمباحثة في الآداب، ونظم الشعر والتمسّك بتلك الأهداب، والناس في ذلك الوقت أجهل ما يكون، وكان جماعة من أهل الشرّ في السجون يتعين أن لا يخرج منهم إنسان، فأخرج منهم شخصاً يقال له أبو عمران، وقد كان أشار بعض الوزراء عليه بعدم إخراجه، فأخرجه وخالفه في ذلك، ولم يقبل النصيحة، وفعل ما أداه إلى الفضيحة، فسعى القوم الذي خرجوا من الحبوس، على إفساد دولته وإبدال فرحه بالبوس، لما اشتغل عنهم بالأدباء والشعراء حسبما اقتضاه رأيه المعكوس، فسعوا في خلعه مع البرابر، وقتل في ذي القعدة من السنة التي بويع فيها وصار كأمس الدابر، بعد سبعة وأربعين يوماً من يوم بويع بالخلافة، وإذا أراد الله أمراً فلا يقد أحد أن يأتي خلافه، عمره ثلاث وعشرون سنة كأنّها سنة.
ومن شعر المستظهر المذكور، وهو من القريض الممدوح صاحب بالبلاغة المشكور [2] :
طال عمر اللّيل عندي ... مذ تولّعت بصدّي
يا غزالاً نقض العه ... د ولم يوف بوعد
؟ أنسيت العهد إذ بت ... نا على مفرش ورد

[1] ق ط: المنهتك؛ ج: المتهتك.
[2] مرت هذه الأبيات ص: 436.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 489
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست