نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 505
كثير جدّاً، لا يعرف الباحث عنه له حدّاً، وذلك لشدة ولوع النفوس بذكر أحبابها، وحنينها إلى أماكنها التي هي مواطن أطرابها، ولهذا اقتصرنا على هذه النبذة القليلة، وجعلناها نغبة [1] يشفي المشوق بها غليله، وقد كره بعض العقلاء التأسف على الديار لعلمهم أنّه لا يجدي، ولا يدفع عادية الدهر الخؤون ولا يعدي، ونهوا عنه لما فيه من تجديد المصاب، المجرّع لصاحبه الصاب والأوصاب.
قال أبو عمر بن عبد البر:
عفت المنازل غير أرسم دمنة ... حيّيتها من دمنةٍ ورسوم
كم ذا الوقوف ولم تقف في منسكٍ ... كم ذا الطواف ولم تطف بحريم
فكل الديار إلى الجنائب والصّبا ... ودع القفار إلى الصدى والبوم انتهى كلامه رحمه الله تعالى بأكثر لفظه مع بعض اختصار.
رجع إلى قرطبة - فنقول:
[رسائل للسان الدين]
وقد ألمّ لسان الدين بن الخطيب رحمه الله تعالى بذكر قرطبة وبعض أوصافها في كتاب له كتبه على لسان سلطانه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقد ذكرناه بجملته في الباب الخامس من القسم الثاني فليراجع ثمّة، ونص محلّ الحاجة منه هنا: ثم كان الغزو إلى أم البلاد، ومثوى الطارف والتّلاد، قرطبة، وما قرطبة؟ المدينة التي على عمل أهلها في القديم بهذا الإقليم كان العمل، والكرسيّ الذي بعصاه رعي الهمل، والمصر الذي له في خطّة المعمور الناقة والجمل [2] ، والأفق الذي هو لشمس الخلافة العبشمية الحمل، فخيم الإسلام [1] ك: نبعة؛ هامش ج: بلغة. [2] ك: والمصر والمعمور الذي ... الخ.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 505