نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 528
فلم أزل أبكي وأبكي بها ... هيهات يغني الدمع هيهاتا
كأنّما آثار من قد مضى ... نوادبٌ يندبن أمواتا انتهى كلام هذا المؤرخ ملخصاً، وسيأتي ما يوافق جلّه، ويخالف قلّه، والله سبحانه يعلم الأمر كلّه، فإنّه ربّما ينظر المتأمّل هذا الكتاب فيجد في بعض الأخبار تخالفاً، فيحمل ذلك على الغلط، وليس كذلك، وإنّما السبب الحامل لذلك جلب كلام الناس بعباراتهم، والناقد البصير لا يخفاه مثل هذا، وربّما يقع التكرار، وذلك من أجل ما ذكر، والله أعلم.
[قصور بني ذي النون]
وتذكرت بما وصفه من مجلس الناصر ما حكاه غير واحد عن القصر العظيم الذي شاده ملك طليطلة المأمون ابن ذي النّون بها [1] ، وذلك أنّه أتقنه إلى الغاية، وأنفق عله أموالاً طائلة، وصنع في وسطه بحيرة، وصنع في وسط البحيرة قبّة من زجاج ملوّن منقوش بالذهب، وجلب الماء على رأس القبة بتدبير أحكمه المهندسون، فكان الماء ينزل من أعلى القبة على جوانبها محيطاً بها ويتّصل بعضه ببعض، فكانت قبة الزجاج في غلالة ممّا سكب [2] خلف الزجاج لا يفتر من الجري، والمأمون قاعد فيها لا يمسّه من الماء شيء ولا يصله، وتوقد في الشموع فيرى لذلك منظر بديع عجيب، وبينما هو فيها مع جواريه [3] ذات ليلة إذ سمع منشداً ينشد:
أتبني بناء الخالدين، وإنّما ... بقاؤك [4] فيها لو علمت قليل
لقد كان في ظل الأراك كفاية ... لمن كلّ يوم يقتضيه رحيل [1] الذخيرة 4: 102 وما بعدها. [2] ق ط ج: من ماء سكب. [3] ق: وجواريه. [4] ك: مقامك.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 528