responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نور الطرف ونور الظرف نویسنده : الحُصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 26
فهذي دواهي الطير وقيت شرها ... إذا الدهر من أحداثه جرع الغصص
فأجابه أبو الفرج الببغاء:

أيا ماجداً في حلبة المجد ما نكص ... ويا كاملاً في رتبة الفضل ما نقص
ستخلص من هذا السرار وأيما ... هلال توارى في السرار فما خلص
بدولة تاج الملة الملك الذي ... له في أعالي قبة المشتري خصص
تقنصت إنصافي وما كنت قبل ذا ... أظن بأن المرء بالبر يقتنص
فأصبحت لا أخشى أذية جارح ... ورأيك لي وكر وقلبك لي قفص
ولعضد الدولة:

طربت إلى الصبوح مع الصباح ... وشرب الراح والغرر الملاح
وكان الثلج كالكافور نثراً ... وناري بين نارنجي وراحي
فمشمومي ومشروبي وناري ... وثلجي والصبوح مع الصباح
لهيب في لهيب في لهيب ... صباح في صباح في صباح
تنازع إبراهيم بن المهدي ويختيشوع الطبيب بين يدي أحمد بن أبي دؤاد [في مجلس الحكم] في عقار بناحية السواد، فأربى عليه إبراهيم وأغلظ له، وأغضب ذلك ابن أبي داؤد، فقال: يا إبراهيم إذا نازعت في مجلس الحكم بحضرتنا امرءاً فلا أعلمن أنك رفعت عليه صوتاً ولا أشرت بيد، وليكن قصدك أمماً، وطريقك نهجاً، وريحك ساكنة، وكلامك معتدلاً، وورف مجالس الخليفة حقوقها من التوقير والتعظيم والاستكانة والتوجه إلى الحق، فإن هذا أشكل بك، وأجمل بمذهبك في محتدك، وعظيم خطرك، ولا تعجلن، فرب عجلة تهب ريثاً، والله يعصمك من الزلل، وخطل القول والعمل، ويتم نعمته عليك كما أتمها على أبويك من قبل.. إن ربك عليم حكيم.
فقال إبراهيم: أمرت أصلحك الله بسداد، وحضضت على رشاد، ولست عائد لما يثلم قدري عندك، ويسقطني من عينك، ويخرجني من مقدار الواجب إلى الاعتذار، فها أنا ذا معتذر إليك من هذه البادرة اعتذار مقر بذنبه، باخع بجرمه، لأن الغضب لا يزال يستفز بمواده، فيردني مثلك بحلمه، وتلك عادة الله عندك وعندنا منك، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وقد جعلت حقي في هذا العقار ليختيشوع، فليت ذلك يكون وافياً بأرش الجناية عليه، ولم يتلف مال أفاد موعظة، وبالله التوفيق.
وفضل إبراهيم بن المهدي أشهر من أن يذكر، وكانت أخته عليه تعدل بكثير من أفاضل الرجال، في فضل العقل وحسن المقال، ولها شعر رائق وغناء رائع، وهي القائلة:

اشرب على ذكر الغزا ... ل الأغيد الحلو الدلال
اشرب عليه وقل له ... يا غل ألباب الرجال
أبقيت جسمي ناحلاً ... وسكنت في ظل الحجال
وبلغت مني غاية ... لم أدر فيها ما احتيالي
وقالت، ولها فيه لحن:

يا عاذلي قد كنت قبلك عاذلاً ... حتى بليت فصرت صباً ذاهلاً
الحب أول ما يكون جهالة ... فإذا تفرع صار شغلاً شاغلا
وقالت:

وضع الحب على الجور فلو ... أنصف المعشوق فيه لسمج
ليس يستحسن في وصف الهوى ... عاشق يحسن تأليف الحجج
وقليل الحب صرفاً خالصاً ... لك خير من كثير قد مزج
كأنها ذهبت في البيت الأول إلى قول العباس بن الأحنف:

وأحسن أيام الهوى يومك الذي ... تروع بالهجران فيه وبالعتب
إذا لم يكن في الحب سخط ولا رضى ... فأين حلاوات الرسائل والكتب
وزاد منصور بن سلمة النمري في هذا فقال:

راحتي في ملامة العذال ... وشفائي سؤالهم عن حالي
لا يطيب الهوى ولا يحسن الح? ... ب لخلق إلا بخمس خصال
بسماع الأذى وعذل نصيح ... وعتاب وهجرة وتقال
وأنشد كشاجم لابن الرومي:

لولا اطراد الصيد لم تك لذة ... فتطاردي لي بالوصال قليلا
هذاالشراب أخو الحياة وماله ...
من لذة حتى يصيب غليلا
وأنشد الأصمعي:

لا خير في الحب وقفاً لا تحركه ... عوارض اليأس أو يرتاحه الطمع
لو كان لي قلبها أو عندها جزعي ... لكنت أملك ما آتي وما أدع
إذا دعا باسمها داع ليحزنني ... كادت له شعبة في مهجتي تقع
لا أحمل اللوم فيها والغرام بها ... ما حمل الله نفساً فوق ما تسع
وسمعت أم جعفر، زبيدة بنت جعفر، علية تغني في شعر العباس بن الأحنف:

عندي مثالك لعبة عاجية ... لو كان يقنع بالشبيه متيم
فإذا فقدتك ساعة كلمتها ... لكنها خرساء لا تتكلم

نام کتاب : نور الطرف ونور الظرف نویسنده : الحُصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست