نام کتاب : نور الطرف ونور الظرف نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 1 صفحه : 36
تعنت بالمسواك أبيض صافياً ... تكاد عذارى الدر منه تحدر
وما سر عيدان الراك بريقها ... تأودها في أيكها تتهصر
لئن عدمت سقيا الثرى إن ريقها ... لأعذب من هاتيك سقياً وأخصر
وما ذقته إلا بشيم ابتسامها ... وكم مخبر يبديه للعين منظر
بدا لي وميض شاهد أن صوبه ... غريض وما عندي سوى ذاك مخبر
ولا عيب فيها غير أن ضجيعها ... إن لم تصبه الساهرية يسهر
تذود الكرى عنه بنشر كأنما ... تضوعه مسك ذكي وعنبر
وما تعتريها آفة بشرية ... من النوم إلا أنها تتحير
وغير عجيب طيب أنفاس روضة ... منورة باتت تراح وتمطر
كذلك أنفاس الرياض بسحرة ... تطيب وأنفاس الورى تتغير
وقال:
ألا ربما سؤت الغيور وساءني ... وبات كلانا من أخيه على وحر
وقبلت أفواهاً عذاباً كأنها ... ينابيع خمر حصبت لؤلؤ النحر
وقال أيضاً
تعلك ريقاً يطرد النوم برده ... ويشفي القلوب الحائمات الصواديا
وهل ثغب حصباؤه مثل ثغرها ... يصادف إلا طيب الطعم صافيا
وقال ابن المعتز بالله:
بأبي خليلاً كنت أعهده ... [لي] واصلاً فأزور جانبه
عبق الكلام بمسكةٍ نفحت ... من فيه ترضي من يعاتبه
وقال ابن الرومي:
يا رب ريق بات بدر الدجى ... يمجه بين ثناياكا
يروي ولا ينهاك عن شربه ... والماء يرويك وينهاكا
وقال ابن وكيع:
ريق إذا ما ازددت من شربه ... رياً ثناني الري ظمآنا
كالخمر أروى ما يكون الفتى ... من شربها أعطش ما كانا
وقال ابن الرومي يصف نساء:
إذا لبسن خلاخلاً ... أكذبن أسماء الخلاخل
تأبى تخلخلهن سو ... ق مرجحنات خوادل
وقال غيره:
استكتمت خلخالها ومشت ... تحت الظلام به فما نطقا
حتى إذا ريح الصبا نسمت ... ملأ العبير بسرها الطرقا
وأنشد أبو الحسين أحمد بن فارس في مثل هذا [المعنى] :
رب قول من سعاد لنا ... قد حفظناه وقد نفعا
أملي لا تأت في قمر ... لحديث وراقب الدرعا
وتوق الطيب ليلتنا ... إنه واش إذا سطعا
وقال ابن الرومي:
صدورهن فوقهن حقاق عاج ... ودر زانه حسن اتساق
يقول القائلون إذا رأوها ... أهذا الدر من هذي الحقاق
[وما تلك الحقاق سوى ثدي ... قدرن من الحقاق على وفاق]
[نواهد لا يعد لهن عيب ... سوى بعد المحب من العناق]
أخذه من قول عبد الله بن أبي السمط:
كأن الثدي إذا ما بدت ... وزان العقود بهن النحورا
حقاق من العاج مكنونة ... حملن من الدر شيئاً يسيرا
ولأهل العصر في أوصاف النساء: هي روضة الحسن، وضرة الشمس، وبدر الأرض، بدر التم يضيء تحت نقابها، وغصن البان يهتز تحت ثيابها، لها ثغر كالدر يجمع الضريب والضرب. أعلاها كالغصن ميال، وأسفلها كالدعص منهال، لها عنق كإبريق اللجين، وسرة كمدهن العاج. نطاقها مجدب، وإزارها مخصب، مطلع الشمس من وجهها، [ومنبت الدر من فيها، وملتقط الورد من خدها] ، ومنبع السحر من طرفها، ومبادئ الليل من شعرها، ومغرس الغصن في قدها، ومهيل الرمل في ردفها.
وكتب الأمير عبيد الله بن أحمد الميكالي إلى أبي القاسم الداودي جواباً عن كتاب ورد عليه، منه:
نام کتاب : نور الطرف ونور الظرف نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 1 صفحه : 36